الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يؤثر ويتأثر، وهذه قاعدة أساسية في علم النفس. وتأثير المرأة على الرجل لا يستطيع أحد إنكاره منذ الأزل, فطالما ردد الناس المثل الشهير القائل: "فتش عن المرأة"، وكذلك المقولة الشهيرة "وراء كل رجل عظيم امرأة". وأثبتت دراسة عملت عليها الباحثة في العلوم النفسية البرازيلية "كلاوديا بونتي" أن المرأة لديها قدرات قيادية تستطيع من خلالها قيادة الرجل بالطريقة التي تشاء، مؤكدة أن الرجل طفل لا ينمو من حيث طيبة القلب, وهذا الوصف لا يعني أنه ضعيف بل هو قوي عندما يعلم أن المرأة تحبه وتحترمه.
إن الزوجة هي التي تقضي مع الرجل معظم ساعات يومه ومعظم سنين عمره وبالتالي لديها أهم مقومات التأثير وهو الوقت, فإن كانت صاحبة فكر وعزيمة استطاعت أن تؤَثر فيه.
لكي تكوني زوجة مؤثرة اعلمي أن الأساس هو إرضاء زوجك في كل ما يسعده دون إغضاب الله. استخدمي أسلحتك الطبيعية فهي قادرة على التأثير على زوجك، ولا تخلو امرأة من هذه الأسلحة، فهي هبة من الله لهذا المخلوق الرقيق بطبعه لتمنحه قوة التأثير.
ويختلف استخدام هذه الأسلحة من زوجة لأخرى, كل زوجة حسب ثقافتها وإدراكها وفلسفتها في الحياة. إن كانت المرأة ذكية فهي بلا شك ستطوع هذه الأسلحة للحفاظ على ولاء زوجها واستمرار السعادة في الحياة الزوجية. ولكي تكوني مؤثرة عليك أن تتلاءمي مع الصورة المتوقعة للمرأة في ذهن زوجك والتي جمع صفاتها الحديث الشريف الذي يقول " ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة, إذا نظر إليها سرّته, وإذا أمرها أطاعته, وإذا غاب عنها حفظته". رواه أبو داوود والحاكم وقال: حديث صحيح الإسناد.
وإذا ما لاحظنا بعد صلاح المرأة جاء المظهر وما له من تأثير على الرجل، وعلى المرأة أن تهتم كثيرا بهذا الجانب لما له من آثار إيجابية على الزوج في طرح أي أمر أو قضاء أي حاجة، فإن أهملت المرأة مظهرها وما يسعد زوجها فيها فقدت الكثير من تأثيرها على سلوكه وعاداته.
إن الرجال كالنساء ينتظرون كلامًا جميلًا من المرأة كأن تثني على جمالهم, ووسامتهم وشخصيتهم المميزة, إلا أن المرأة تخجل أحيانًا أو تشعر بأنها لا تجد الكلمات المناسبة لتجعل الزوج يسعد، وهنا أود التنبيه لأهمية المدح والثناء على الزوج, قولي له كلامًا معسولًا فذلك سيفرحه ولا تنسي أن الثناء يخلق لديه طاقة إيجابية وبالتالي سيبادلك الثناء بمثله.
وللتأثير على الزوج مفاتيح كثيرة توصلك حتما للصورة المثالية التي ترغبين في معايشتها فيما بينكما أو مع الآخرين، أهمها الاهتمام بأهله، فأنت بذلك تحصلين على احترامه وتقديره لك ولأهلك أيضا، وتجعلينه يحبك أكثر وسينال أبناؤك المحبة والرعاية فيما بعد من قبل أهل زوجك.
أخبريه باستمرار أنك سعيدة معه واشكريه على كل ما يقوم به من أجلك، فبذلك تعبري عن تقدير جهوده التي يبذلها لإسعادك. صرحي له بغيرتك فذلك سيشعره بقيمته لديك والخوف من فقدانه.
أخبريه أنك تعتمدين عليه، فالرجل يحب أن تعتمد عليه المرأة وبالتالي سيبذل كل ما في وسعه ليلبي احتياجاتها ويرضيها.
إن في وصايا العرب قديمًا مفاتيح للتأثير على الزوج يجب ألا نغفلها، فمن وصايا الخنساء لابنتها: "أي بنيتي: كوني أشد ما تكونين له إعظاما يكن أشد ما يكون لك إكراما. وكوني أكثر ما تكونين له موافقة يكن أطول ما يكون لك مرافقة".
عزيزتي الزوجة يجب أن تؤمني أنك صاحبة تأثير لكي تنجحين في تطبيقه، واعلمي أنكِ لا تصلين إلى ما تحبين من زوجك حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت أو كرهت.