فلسطين أون لاين

تقرير عمال يشتكون سرقة جنود الاحتلال أموالهم عبر الحواجز العسكرية

...
عمال على أحد الحواجز العسكرية للاحتلال - أرشيف
رام الله/ خاص "فلسطين":  

بخطوات متسارعة كان العامل محمد هواش يسارع الزمن من أجل العودة لعائلته وأبنائه بعد غياب دام أسبوعين من العمل في الداخل المحتل، والفرحة لا تتسع قلبه؛ كونه عاد بمبلغ مالي يكفيه سداد بعض ديونه وتلبية حاجات أسرته.

تلك السعادة لم تدُم طويلًا، بعد أن اعترض هواش أحد الحواجز العسكرية الإسرائيلية في أثناء عودته من الداخل إلى مدينة نابلس ومن ثم تحويله لأحد مراكز التحقيق ليتم سؤاله عن أسباب وجوده في الداخل المحتل وطبيعة عمله.

وبعد ساعات من الاحتجاز والتحقيق همّ وعملاء آخرين لأخذ أماناتهم التي صودرت لحظة الاعتقال، لتكون "الصاعقة" حسب وصفه بسرقة جنود الاحتلال "كل تعبه وشقاه".

اقرأ أيضًا: اعتقال 6 مواطنين بالضفة وسرقة أموال ورشة بالخليل

وذكر العامل هواش لصحيفة "فلسطين" أنّ المبلغ الذي سرقه جنود الاحتلال منه تبلغ قيمته 2300 شيقل، لافتًا إلى أنّ عاملًا آخر سُرق منه في تلك الواقعة 1200 شيقل وثالث 3200 شيقل ورابع 1800 شيقل.

وأشار هواش إلى اعتراضه والعمال الآخرين على سرقة أموالهم، فهددهم الجنود بالاعتقال مجددًا، خاتمًا: "لا نملك أيّ قوة أو قانون يعيد لنا الحقّ المسلوب.. نحن أمام سارقين ومجرمين". 

ويروي العامل فارس دويكات حادثة أخرى من قصص القهر التي يتعرض لها العمال في أثناء عملهم في الداخل المحتل.

وذكر دويكات لصحيفة "فسلطين" أنه تعرض في أحد الأيام إلى قرصنة وسرقة من جنود الاحتلال الذين استوقفوه بالقرب من فتحة الجدار الفاصل بين الداخل المحتل ومدينة قلقيلية.

وأشار إلى أنه تفاجأ بوجود جنود مشاة بين الأشجار قرب الجدار الذين قاموا باحتجازه وعمال آخرين وتكبيلهم ومصادرة بطاقاتهم وهوياتهم الشخصية.

وقال: مكثنا قرابة 4 ساعات محتجزين لديهم، وحينما حلّ المساء أعاد الجنود لنا البطاقات الشخصية، وقمت حينها بتفقد بطاقتي فوجدت أنّ الجنود قد سرقوا أموالي البالغة 2500 شيقل.

قرصنة أخرى

وتحدث العامل سامر أبو معلا عمّا أسماه بـ "قرصنة من نوع آخر" قرب فتحات الجدار التي يسلكها العمال من أجل العبور إلى الداخل المحتل ولا سيما العمال الذين لا يملكون تصاريح عمل.

وأفاد أبو معلا بموقف حصل معه عندما اعترضه الجنود وطلبوا منه أن يدفع مبلغ 300 شيقل لهم مقابل السماح له بالعودة إلى الضفة الغربية.

ونبه إلى أنّ الجنود يتعمدون الاختباء بين الأشجار واعتراض العمال في نهاية الأسبوع الذي يشهد عودة أعداد كبيرة من العمال لمنازلهم في الضفة.

اقرأ أيضًا: الاحتلال يُنفّذ مداهمات واعتقالات وسرقة أموال بالضفة

وأكد أبو معلا أنّ جنود الاحتلال يسرقون أموال العمال تارة وابتزازهم من أجل العبور تارة أخرى.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإنّ عدد العاملين في الأراضي المحتلة يبلغ حوالي 171 ألف عامل في الربع الثالث من 2022 مقارنة بـ182 ألف عامل في الربع الثاني من العام ذاته.