فلسطين أون لاين

مخيمات الضفة التحدي الأكبر لحكومة "الصهيونية الدينية"

منذ بداية العام الجديد كثفت قوات الاحتلال الصهيوني عملياتها العسكرية الإجرامية ضد المخيمات الفلسطينية في الضفة المحتلة، وركزت أكثر على أعمال القتل والقنص والمطاردة وهدم المنازل في هذه المخيمات، ومن أبرزها: مخيم جنين، ومخيم بلاطة في نابلس، ومخيم العروب ومخيم بيت جبرين ومخيم عقبة جبر، التي تتعرض باستمرار لعمليات الاقتحامات والتخريب والتدمير.

وقد اقتحمت القوات الصهيونية أمس مخيم عقبة جبر في أريحا، بزعم استهداف مجموعة من الشبان المقاومين -حسب رواية الاحتلال- حيث دفعت القوات الإسرائيلية بتعزيزات عسكرية كبيرة داخل مخيم عقبة جبر، وفرضت طوقا أمنيا شاملا على المخيم، وأغلقت جميع منافذ المخيم بالكامل، ومنعت الدخول إليه أو الخروج منه، ومنعت الطواقم الطبية من الوصول إلى مستشفى أريحا، كما استخدمت الصحفيين دروعًا بشرية، وأرسلت القوات رسائل للمواطنين تحذرهم من مساعدة رجال المقاومة. وعُطلت العملية التعليمية في المخيم بسبب انتشار قوات الاحتلال بكثافة في شوارع وأزقة المخيم، وتواصلت الاشتباكات بين الشبان المقاومين وجنود الاحتلال لساعات أدت إلى تسعة إصابات بينها اثنتان خطيرة، واعتُقل عدد من الشبان، ثم انسحبت القوات الإسرائيلية تاركة خلفها خرابا ودمارا كبيرين في عدد من المنازل والشوارع، ولم يحقق الاحتلال من هذا الاقتحام أي أهداف سوى الخراب والدمار في أرجاء المخيم.

إن سياسة الدمار والتخريب التي استخدمتها قوات الاحتلال في مخيم عقبة جبر هي ذاتها التي تستخدمها مع كل المخيمات منذ عام 1948، ونفس سياسات القتل والتدمير والاعتقال بحق الآمنين.

وتعرض مخيم جنين قبل عشرة أيام لاقتحام واسع من قوات الاحتلال، في عملية عسكرية كبيرة أدت لارتقاء ١٠ شهداء، وإصابة العشرات، وتركت دمارا واسعا في المخيم.

لقد مثل مخيم جنين وغيره من المخيمات عنوانا للبطولة والفداء والصمود والتحدي، حيث لقن الاحتلال دروسا قاسية، ومثَّل عنوانا للصمود والثبات، ولا ننسى عملية توغل مخيم جنين سنة 2002 التي أدت إلى ارتقاء مئات الشهداء، وكبد المخيمُ الصهاينةَ خسائر كبيرة، فقتل أكثر من 30 صهيونيا، وكتب أبناؤه بدمائهم الطاهرة الزكية أسمى معالم التحدي والصمود في وجه الاحتلال.

ونظرا للاستهداف الدائم للمخيمات الفلسطينية، فإنها صاحبة النصيب الأكبر من الشهداء والإصابات، إذ بلغ عدد شهداء مخيم جنين خلال العام الماضي 2022 وحده (65)، وهو الرقم الأعلى بين شهداء فلسطين خلال العام المنصرم، إذ بلغ عدد الشهداء (230) شهيدا، في حين بلغ  عدد الشهداء الأطفال (59)، واستشهدت 16 امرأة وفتاة.

إن كل المخيمات في الضفة تعد مركزا وبؤرة استهداف للعمليات العسكرية للقوات الصهيونية التي تدرك أن المخيمات تمثل الخزان الثوري الهائل للمقاومة في الضفة الغربية، وأكثر العمليات البطولية الفدائية انطلقت من هذه المخيمات، وحقق الشباب الثائر نتائج بطولية كبيرة، ونتذكر في هذا المقال كلمات الفداء والبطولة والجهاد والشجاعة لأم الشهيد عبد الله سميح قلالوة (25 عاما) من جنوب جنين، وهي تردد كلمات البطولة والفداء والشهادة وحب الوطن، وتودع ابنها بالزغاريد والدموع.

إن مخيماتنا الفلسطينية مثلت دوما مصدرا للمقاومة والتضحيات الجسام، بل إن كتائب المقاومة وفصائلها في الضفة خرجت من رحم المخيمات، ونفذت عمليات فدائية بطولية أقضت مضاجع العدو الصهيوني وكبدته خسائر كبيرة، ونفذت عملياتها في عمق البلدات الصهيونية والمراكز التجارية في الكيان.

إن المعادلة الثورية لدى أبناء شعبنا الفلسطيني هي معادلة حب الوطن ومواصلة جهاد المحتلين الصهاينة، وهي معادلة لن يفهمها الصهاينة الجدد الذين يسيطرون على الحكومة الصهيونية إلا بلغة الدم والمقاومة، ولن يستطع المحتلون هزيمة الإرادة والعزيمة والصمود والبسالة لهذا الشعب الذي يرسم طريق التحرير والعودة بالمقاومة ومواجهة جرائم العصابات الصهيونية، وجرائم الحكومة الصهيونية الجديدة التي تستهدف قتل واقتلاع شعبنا الفلسطيني من أصوله وجذوره وأرضه وأرض أجداده.