فلسطين أون لاين

لماذا تكره الجماهير العربية دولة الكيان الصهيوني ومستوطنيها؟

عدو العرب لا يعرف للإرهاب حدودًا، عدو لا حدود لأطماعه، عدوٌ يهدم البيوت ليحرق قلب سكانها، ويطرد الملايين من بيوتهم ليسكن بيوتهم، ويستوطن أرضهم، وينام في فراشهم، عدو لا يعترف بالمحرمات، ولا يصون الحرمات، ولا يردعه دينٌ ولا أخلاق، ولا منظمات حقوق الإنسان، ولا يخاف من غضب الأمم، ولا من غضب الرب، وكيف يخاف من غضب الرب، من خلق لنفسه ربًا يمشي على هواه؟ ويخاطب الصهاينة بأهوائهم في سفر "ميخا"، ويقول لهم: "قومي ودوسي يا بنت صهيون، لأني أجعل قرنك حديدًا، وظلفك أجعله نحاسًا، فتسحقين شعوباً كثيرين، وأحرّم غنيمتهم للرب، وثروتهم لسيد كل الأرض".

ضمن هذا المنطق الوحشي المستمد من كتاب أعدائنا الديني المقدس (المُحرَّف)، لا أستغرب أن تأتي نتائج استطلاعات الرأي العام التي كانت مؤخرًا في الدول العربية بنتائج ترفض الاعتراف بكيان العدو، أو تنظيم أي علاقات معه على الرغم من توقيع اتفاقيات التطبيع مع بعض الأنظمة العربية قبل أكثر من عامين.

نتائج استطلاع الرأي نشرها معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، إذ رفض مسألة الاعتراف بالكيان، ما يقارب من 80% من الشعوب العربية، ولأسباب مختلفة، أهمها الموقف الواضح من القضية الفلسطينية وسياسة الكيان الاحتلالية والاستيطانية.

وهنا أتشكك بالنسبة، وأزعم أن أكثر من 95% من الشعوب العربية ترفض الاعتراف بهذا العدو، ولا تطمئن له، ولا تثق بوعوده، وتحمله مسؤولية ما حل بها من فقر وجوع، وتتهمه بالتآمر عليها مع الدول العظمى، بهدف سحقها، ومحق قدراتها، ليواصل السيطرة على الشرق دون منازع.

كما أتشكك بالنسبة التي أوردها مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، والتي تشير إلى رفض 70% من المستطلعة آراؤهم في منطقة الخليج الاعتراف بالكيان، والشك هنا يأتي من منطلق رفض منطق العدو الذي يفرق بين عربي وعربي، ويقسم العرب إلى دول وشعوب، ليرفع من نسبة المؤيدين للتطبيع في دول الخليج، ونسي أن منطقة الخليج هي منبع اللغة العربية، والجزيرة مبعث الدين الإسلامي، والأخلاق الإنسانية، والعقول الراجحة، فكيف يقبل 30% من أهل الجزيرة العربية، وأهل الخليج أن يعترفوا بكيان عدواني غاصب، كيان صهيوني يطبق ما جاء في معتقداته المحرفة التي لا يؤمن بها كل العرب، والتي تقول في سفر "ميخا" من توراتهم: "وتكون بقية يعقوب بين الأمم في وسط شعوب كثيرين كالأسد بين وحوش الوعر، كشبل الأسد بين قطعان الغنم، الذي إذا عبر يدوس ويفترس، وليس من ينقذ، لترتفع يدك على مبغضيك، وينقرض كل أعدائك".

فهل يقبل أهل الخليج العربي أن يكونوا مثل وحوش الوعر؟ وهل يقبل أهل الجزيرة والعراق والشام أن يكونوا مثل قطعان الغنم، لتكون (إسرائيل) مثل الأسد؟ وهل يقبل أهل مصر والمغرب العربي أن يكونوا موضعًا للدوس، ومكاناً للافتراس؟ 

وأي عربي يقبل أن ترتفع يد الصهاينة فوق أيديهم، تستنزف مصالحهم، وتجتثهم عن وجه الأرض، لتصفو لبني صهيون منطقة الشرق؟

ذلك التحريض على القتل والاستعباد نقرأه نحن العرب في كتاب اليهود "التناخ" الكتاب الذي يباع في مكتباتنا العربية على أنه الكتاب المقدس، وقد استمد منه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "إيهود باراك" ثقافته وفكره وسياسته حين قال: "نحن نعيش في بيئة ليست بالهينة، نحن نعيش في "فيلا" داخل غابة، هذه البيئة لا تمنح فرصة ثانية للضعفاء، ولا تتسامح مع من لا يستطيع الدفاع عن نفسه، وعلينا أن ندرك أننا لسنا مجرد أرنب مستضعف داخل هذه الغابة، ولكننا فهد أو خرتيت، أو على أقل تقدير أسد في غابة.