تتصاعد أعمال المقاومة الشعبية في مدينة القدس إلى جانب عمليات إطلاق نار تتم في أوقات متقاربة، وتوقع قتلى في صفوف المستوطنين الإسرائيليين، بلدة جبل المكبر في مدينة القدس أعلنت العصيان المدني؛ رفضًا لقرارات المحتل الإسرائيلي، وتعليمات الوزير الإرهابي إيتمار بن غفير بهدم المنازل والمنشآت، بذريعة أنها غير مرخصة وغير قانونية، في بلدة جبل المكبر أُعلن إضراب شامل، وأغلقت البلدة بالإطارات الحارقة، وسكبت الزيوت في الطرقات بكثافة لعرقلة حركة قوات جيش الاحتلال والجرافات المخصصة لهدم وتخريب الممتلكات الفلسطينية.
ما يحدث الآن في جبل المكبر ليس شرارة لانتفاضة جديدة، وإنما بداية انفجار قد يمتد ليشمل كل فلسطين، بداية لمعركة جديدة أهم أهدافها وضع حد لهدم منازل المقدسيين، وكف يد دولة الاحتلال عن المقدسات والمقدسيين وممتلكاتهم، وكما نجحت المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس في شل المحاكم الإسرائيلية، ومنعتها من الاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين، وطردهم بقرارات باطلة، فإن المعركة القادمة وهي واقعة لا محالة، وستؤدي إلى شل حركة الآليات والجرافات بممتلكات الفلسطينيين، وكذلك شل حركة المستوطنين واقتحاماتهم للأقصى وساحاته، وسوف تضع حدًا لتغول المتطرفين وقادة الكيان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني حتى في سجون الاحتلال، إن ما يحدث الآن من جرائم غير مسبوقة لا يمكن أن يؤدي سوى إلى حرب تقلب الموازين وحسابات اليهود المتطرفين والأقل تطرفًا.
ما أقوله ليس مجرد أماني أو أوهام أو قراءة للفنجان، وإنما قراءة فيما يصدر من تصريحات شديدة من قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس وغيرها من فصائل المقاومة، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قال قبل أيام: إننا أمام مرحلة أكثر ضراوة في المواجهة مع الاحتلال، وإن الصراع معه سيصل إلى حالة انفجار واسع، سواء في الضفة الغربية أو القدس أو غزة، وهذه إشارات واضحة عن حرب قادمة، إن لم تتوقف (إسرائيل) عن جنونها، وإذا لم ينجح المجتمع الدولي في كبح سعارها، أما طبيعة الحرب القادمة فقد وصفتها حركة حماس في أكثر من مناسبة بأنها أشد بأسًا من معركة سيف القدس وفيها مفاجآت كثيرة، فضلًا عن وصفها من أكثر من قيادي في المقاومة بأنها ستكون حرب تحرير، واعتقد أنهم يقصدون تحرير بعض المناطق المحاذية لقطاع غزة على الأقل.