تُعدُّ جريمة اعتداء مستوطنين على قرى وبلدات شمال الضفة الغربية المحتلة، دافعًا لإعادة تشكيل لجان الحراسة والحماية الشعبية، ودعم مقومات هذه اللجان مجددًا، وفق ناشطيْن وخبير في شؤون الاستيطان.
وتعود فكرة لجان الحراسة والحماية الشعبية إلى ثورة عام 1936، ومنذ ذاك الوقت يشكل الفلسطينيون بين الحين والآخر هذه اللجان، لتكون مهمتها حماية القرى والبلدات القريبة من المستوطنات.
اقرأ أيضًا: دعوات لتشكيل لجان حماية شعبية في قرى جنوب نابلس
وسُجل الليلة قبل الماضية أكثر من 144 اعتداء للمستوطنين جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية، الذين حطموا 120 مركبة، وأحرقوا 6 في بلدة مجدل بني فاضل، واعتدوا على 22 مَحَلًّا تِجَارِيًّا في حوارة، بحسب مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس.
حكومة متطرفة
وشدد الناشط في مواجهة الاستيطان بشار القريوتي على ضرورة إعادة تفعيل لجان الحراسة والحماية الشعبية، لأهميتها في محطات النضال الفلسطيني ضد الاحتلال ومستوطنيه.
وأكد القريوتي في حديثه لصحيفة "فلسطين" أهمية الحاجة الماسة اليوم إلى إعادة تشكيل تلك اللجان الشعبية، أكثر من أيّ وقت مضى، ولا سيما في ظل حكومة الاحتلال الفاشية.
وقال: هناك حالة من تصاعد اعتداءات وجرائم المستوطنين، وعدم اقتصارها على منطقة معينة، لذلك يتوجب على الجميع تحمل مسؤولياته، والتصدي لأيّ محاولة لاقتحام القرى والبلدات.
ولفت إلى تشكيل الأهالي لجان حراسة شعبية لتنبيه سكان القرى والبلدات، ودعوتهم إلى الخروج والتصدي لاعتداءات المستوطنين، وذلك في أعقاب جريمة المستوطنين بحرق عائلة دوابشة في قرية دوما قضاء نابلس.
وتشمل اعتداءات المستوطنين، وفق القريوتي، حرق المنازل والمركبات واقتلاع الأشجار والاعتداء على المواطنين، ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم أو أماكن عملهم.
وفي فجر الـ31 تموز/ يوليو 2015، أقدمت جماعة "تدفيع الثمن" الاستيطانية على إحراق منزل عائلة دوابشة، ما أدى إلى استشهاد الزوج "سعد"، وزوجته" ريهام"، وطفلهما "علي"، كما وأصيب الطفل "أحمد" بحروق خطيرة، مكث على إثرها في المستشفى مدة طويلة.
مهام وطنية
ويقع على عاتق لجان الحماية، بحسب الناشط ضد الاستيطان فارس فقها، إغلاق الطرق أمام المستوطنين ومشاغلتهم، والاشتباك معهم وتنبيه الأهالي من وقوع الخطر.
وذكر فقها لصحيفة "فلسطين" أن زيادة عدد المستوطنات والبؤر الاستيطانية وتوفير الجيش الحماية الكاملة للمستوطنين، جعل الأهالي غير قادرين على لجم اعتداءاتهم وجرائمهم.
اقرأ أيضًا: دعوة لتفعيل "لجان الحراسة" لحماية الفلسطينيين من المستوطنين
وقال: على الرغم من أنّ الأهالي في بعض الأحيان يستخدمون جميع وسائل المقاومة الشعبية للدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم، إلا أنّ المقاومة الشعبية بحاجة لرعاية رسمية ووطنية، لتمكين المواطنين من الصمود في أراضيهم ومنازلهم.
وحذّر فقها من تصاعد اعتداءات المستوطنين على الأهالي في مختلف المناطق، مشددًا في الوقت ذاته، على ضرورة القيام بخطوات عملية لإعادة تفعيل لجان الحراسة الشعبية مع وجود حكومة الاحتلال الفاشية العنصرية.
من جهته، أكد الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا أنّ الظروف الراهنة تستوجب إعادة تفعيل لجان الحراسة والحماية الشعبية، للتصدي لهجمات المستوطنين ومنع اقتحاماته المنظمة للقرى والبلدات.
وذكر الخواجا لصحيفة "فلسطين" أنّ تلك اللجان -في حال تشكيلها مجددًا- ستُساهم بدرجة كبيرة في لجم اعتداءات المستوطنين، إلى جانب خلق نضال ميداني موحد ضد الاحتلال.
وحثّ الكل الوطني على دعم اللجان الشعبية، وتعزيز صمود الأهالي، واتخاذ قرارات فاعلة للوقوف إلى جانب الأهالي والتصدي لهجمات المستوطنين.