نتنياهو يزور الأردن ويلتقي الملك عبد الله الثاني، الزيارة هي الأولى الخارجية لنتنياهو، والصحف العبرية كانت تقول إن زيارة نتنياهو الخارجية ستكون للإمارات، والإمارات اعتذرت وأجّلت الزيارة، والإعلام زعم أن التأجيل كان بسبب اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى. هذا الزعم مرجوح، بدليل أن نتنياهو زار الأردن، لكونه صاحب الوصاية على المقدسات بحسب اتفاق الملك حسين مع رابين. لو كان اقتحام بن غفير معطلًا لزيارة، لتعطلت زيارة نتنياهو للأردن من باب أولى.
تأجلت الزيارة لأسباب خاصة إماراتية إسرائيلية، وليست لأسباب دينية تتعلق باقتحامات بن غفير التي ستتكرر لاحقًا مرات ومرات. ولكن لماذا زار نتنياهو الأردن؟ وما الذي ناقشه مع الملك؟ وهل حصل الأردن على تطمينات بإبقاء الوصاية الهاشمية دون منازع؟
اقرأ أيضاً: تصريح خطير لِبن غفير بعد يوم من لقاء "نتنياهو" بملك الأردن
أسئلة الزيارة عديدة، ولكن لا أظن أن منها ما تدعيه وسائل الإعلام أن (إسرائيل) تريد إدخال السعودية في مسألة رعاية المقدسات في القدس، لإضعاف دور الأردن، والحصول على حظوة عند السعودية تساعد على تطبيع العلاقات، لا أظن أنه ثمَّ منافسة بين الأردن والسعودية على رعاية المفدسات، فتاريخ السعودية لا يؤيد هذا احتمال.
الأردن قلق من سيموتريتش، وبن غفير، والاقتحامات المتكررة تحرج الأردن، وإن تعرض سفير الأردن في (إسرائيل) للمنع من دخول المسجد على يد ضابط إسرائيلي صغير فيه إهانة للوصاية الأردنية، ونتنياهو يريد تبديد بعض هذا القلق بزيارة ربما مهد لها مستشار الأمن القومي الأميركي (سوليفان) عند زيارته للمنطقة، ولا سيما وأن الأردن شريك لأميركا و(إسرائيل) في المناورات العسكرية التي جرت في المنطقة.
في اعتقادي أن الأردن حصل على بعض ما يريد، ولكن نتنياهو رجل موصوف بالكذب، لذا فهو لن يفي بوعوده في ظل شراكته مع بن غفير، ويبدو أن نتنياهو قد حصل على جلّ ما يريده ، ولا سيما في باب الضغط على السلطة الفلسطينية، وفي باب المساعدة الأردنية في تفعيل التطبيع، والشراكة مع الأردن ومع الغير أيضًا.
إن ما يحدث في الغرف المغلقة يكشفه التحليل أحيانًا، وتكشفه بشكل أفضل الأعمال والأفعال التي يجدر أن تكون قيد المتابعة.