فلسطين أون لاين

مباحثات سوليفان في (تل أبيب) تكشف عن خلافات الحلفاء

مع وصول مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى دولة الاحتلال، وبعد أن قال الرئيس جو بايدن: إن "الاتفاق النووي قد مات"، تعتقد المحافل الإسرائيلية أن الموضوع الرئيس في الاجتماع مع الضيف الأمريكي، ولاحقًا مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن هو إيران.

لقد كُتب الكثير استعدادًا لاجتماعات سوليفان مع مضيفيه الإسرائيليين، ومعظم المعلقين "عرفوا" بالفعل ما سيتحدث عنه الجانبان، وما سيقدمه كل جانب، وما سيتفقون عليه، وما لن يفعلوه، لكن الإسرائيليين يؤكدون على أهمية ما يقومون به، وما لا يجب القيام به، لأنه عند إعادة انتخاب بنيامين نتنياهو لرئاسة الوزراء أعطى الأولوية لثلاث قضايا: إيران، وتوسيع اتفاقيات التطبيع عبر ضم السعودية، والتعامل مع القضايا الداخلية.

من الواضح أن الملفين الأولين ظهرا في قلب محادثات الضيف الأمريكي، ومساعديه مع نظرائهم الإسرائيليين، أما القضية الثالثة فلا مكان لها، لأنها شأن داخلي، فيما أتى بقائمة القضايا الخاصة به، وهي إيران، والقضية الفلسطينية، وسياسة الحكومة بشأن المسجد الأقصى والضفة الغربية، وتأثيرها على العلاقات مع الأردن ومصر، ومستقبل العلاقات مع روسيا، بما فيها سوريا، وأوكرانيا، والصين، ودول الخليج، ومحاولة فهم توجهات مركزية في الشؤون الداخلية بالنسبة للقضية الفلسطينية.

سعى المضيفون الإسرائيليون إلى تقديم سبب لعدم الانخراط في مفاوضات مع الفلسطينيين، بزعم عدم وجود شريك فعلي في هذه المرحلة، خاصة بعد أن اختارت السلطة الفلسطينية مهاجمة الاحتلال في الساحة الدولية، وطمأنة الضيف الأمريكي بأن الحكومة الجديدة ليس لديها نية لتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى.

ظهر واضحًا -وفقًا للتسريبات الأولية- رفض إسرائيلي لأي محاولة أمريكية لطرح خطاب حول القضايا الداخلية بحزم، مع توضيح لا لبس فيه أن هذه الشؤون الداخلية لدولة الاحتلال، ويجب ألا يكون هناك لبس بأن تكون إيران محور الخطاب، على الرغم من أن نوايا الضيف ستكون مختلفة، ويشمل ذلك سلوكها النووي العدواني، ودعم التنظيمات المسلحة، وتسليحها بأسلحة متطورة، ومخاطر الاقتراب من روسيا، ومحاولات ترسيخ وجودها في سوريا.

مع العلم أن العرض الإسرائيلي أمام سوليفان حول روسيا وأوكرانيا وسوريا ودول الخليج جاء ليخدم مصالح الاحتلال، بزعم أن تهديد إيران العسكري جدير بالثقة، والاستعداد الحقيقي للعمل، إضافة إلى الضغط الاقتصادي الهائل، والدعم النشط للاحتجاجات الداخلية التي يحتمل أن تؤدي إلى التغيير.

تكشف زيارة سوليفان عن أوجه خلافات واضحة بين تل أبيب وواشنطن في مختلف القضايا الداخلية والخارجية، على رغم من محاولتهما التغطية على هذه التباينات، لكنها أكبر من إخفائها، ولا سيما تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، فضلًا عن مستقبل العلاقات الإسرائيلية مع روسيا، والموقف من الحرب الأوكرانية.