فلسطين أون لاين

تقرير صراع العقول".. معركة أمنية تفوَّق فيها "الضيف" على قادة الاحتلال

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

مثّل الاعتراف الأخير لـ "أفيف كوخافي" قبل رحيله عن رئاسة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، الفشل في اغتيال القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف، دليلًا جديدًا على تفوق الأخير على قادة الجيش في معركة "صراع العقول" بينهما.

وصرح "كوخافي" قبل أيام قائلًا: "نخوض حرب عقول مع محمد الضيف منذ ما يقرب من عشرين عامًا وفشلنا باغتياله".

إجراءات أمنية

وقرأ الخبير في الشؤون العسكرية العميد رفيق أبو هاني، ما جاء على لسان "كوخافي"، بأنه يعكس عجز منظومة أمن الاحتلال في الوصول إلى الضيف على مدى أكثر من 30 عامًا على الرغم من استخدام الاحتلال ترسانته العسكرية والاستخبارية والتقنية لاغتياله.

وأضاف أبو هاني لصحيفة "فلسطين"، أنّ الفشل باغتيال "الضيف" كان بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي يتبعها، وقد جعلت الاحتلال يعجز عن تحقيق ذلك وهو في قطاع غزة البالغ مساحته 365 كيلومترًا مربعًا، وتساءل: كيف لو كان في منطقة مساحتها مليون كيلومتر مربع؟

اقرأ أيضًا: تحت سُمح بالنشر.. هذا ما كشف عنه محمد الضيف

وتابع: إنّ "الضيف أصبح يمثل رمزية للمقاومة منذ بدايات القسام، في المقابل فإنّ لدى منظومة أمن الاحتلال شعورًا بالعجز والفشل أمامه".

ورأى أبو هاني أنّ نجاته من محاولات الاغتيال المتكررة ترتبط بنجاح "القسام" في معركتها الأمنية ضد الاحتلال وما تشمله من صراع عقول، وكذلك الحرب النفسية والإعلامية.

وبيّن أنّ القسام استطاعت حماية قادتها من الاغتيالات بعدما حققت توازن الردع، وباتت تمتلك القدرة الكاملة على قصف (تل أبيب).

واستدرك أبو هاني: أصبح قادة الاحتلال يدرسون قراراتهم ألف مرة بعمق شديد في حال قرروا اغتيال شخصية ما، وذلك بعدما أصبحت "القسام" قادرة على قصف (تل أبيب) منذ اغتيال الرجل الثاني فيها أحمد الجعبري في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.

ونجا الضيف من سلسلة محاولات اغتيال، واحدة منها نفّذتها طائرات الاحتلال واستهدفت منزلًا في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة في يوليو/ تموز 2006.

وسبق أن نجا من محاولة اغتيال نفذتها طائرات مروحية بتاريخ 26 سبتمبر/ أيلول 2002، بعدما استهدفت بغاراتها مركبة في مدينة غزة، واستُشهد في إثر ذلك اثنان كانا يرافقانه، هما: عبد الرحيم حمدان وعيسى بركة، وفق ما يُوثّقه الموقع الإلكتروني لكتائب القسام.

وفي العدوان العسكري على غزة صيف 2014، فشل جيش الاحتلال مجددًا في اغتيال الضيف بعدما استهدف منزلًا بمدينة غزة بسلسلة غارات جوية شنتها مقاتلات حربية.

وقد أقر جيش الاحتلال بفشله مرتين في اغتيال القائد العام لكتائب القسام في معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار 2021، حسبما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن المتحدث باسم الجيش "هيدي زيلبرمان".

وبحسب قوله: فإنّ الضيف نجا من سبع محاولات اغتيال تراكمية على مر السنين.

نجاح المقاومة

وقال الخبير في الشؤون الأمنية محمد لافي: إنّ منظومة أمن الاحتلال فشلت أمام العمل الأمني والاستخباري للمقاومة وفي مقدمتها كتائب القسام، التي احتفظت بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لسنوات قبل إطلاق سراحه بصفقة تبادل، وما تزال تأسر أربعة جنود آخرين.

وأشار لافي لصحيفة "فلسطين"، إلى أنه بالرغم من الاهتمام والتركيز الأمني والاستخباري والعسكري الإسرائيلي الكبير تجاه المقاومة وما يرافق ذلك من تخصيص الكيان ميزانيات ضخمة لذلك؛ إلا أنّ الاحتلال لديه ضبابية كبيرة بشأن عمل المقاومة وأسرارها وقادتها الكبار أيضًا.

اقرأ أيضًا: محمد الضيف لأبطال الضفة: واصلوا الطريق واضربوا ضرباتكم الموجعة

وتابع: إنّ المقاومة تجتهد وتعمل وهي ناجحة في عملها نجاحًا كبيرًا جدًّا أمام أعين الاحتلال، وقد استفادت من المساحة الكبيرة التي وفّرتها الجهات الحكومية بغزة لعمل فصائل المقاومة، وملاحقتها للعملاء والمتخابرين مع الاحتلال.

واستدرك لافي بعد الإعلان عن تعيين رئيس جديد لجيش الاحتلال أول من أمس، قائلًا: "ذهب كوخافي وسيذهب بعده هاليفي ويأتي آخرون لاحقًا، وسيبقى الضيف رمزًا للمقاومة وعنوان إفشال قادة الجيش".