فلسطين أون لاين

ماهر يونس يتنسم الحرية بعد 40 سنة في الأسر

...
الأسير المحرر ماهر يونس
الناصرة-غزة/ أدهم الشريف:

غادر الأسير ماهر يونس اليوم الخميس سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى الحرية بعد 40 سنة من الأسر قضاها دفعة واحدة، لينضم إلى ابن عمه كريم الذي نال حريته يوم 5 يناير/ كانون الثاني الحالي.

واعتقل يونس، في الثامن عشر من كانون الثاني/ يناير 1983، على خلفية مشاركته في أعمال مقاومة.

وفي بيان صدر، مؤخرًا، ادّعت شرطة الاحتلال أنّ يونس سجن على خلفية اتهامه بقتل الإسرائيلي "أبراهام برومبرغ" عام 1980.

وحينها أصدرت محكمة الاحتلال حكمًا على الأسير ماهر يونس بالإعدام شنقًا برفقة الأسيرين كريم وسامي يونس، وبعد شهر، أصدرت حُكمًا بتخفيض عقوبة الإعدام إلى السجن المؤبد مدى الحياة، قبل تحديده عام 2012 بـ40 سنة.

اقرأ أيضًا: الاحتلال يضغط على الأسير ماهر يونس وعائلته قبيل الإفراج عنه

وبينما تستعد عائلة الأسير يونس من سكان بلدة عارة في الأراضي المحتلة عام 1948، لاستقباله، تخشى في الوقت نفسه من أن تلجأ سلطات الاحتلال إلى تنغيص فرحتها، خاصة أنّ الأخيرة أعلنت استعدادها لمنع أي مظاهر للاحتفال.

وقالت والدة الأسير يونس، إنّ نجلها غاب عنها 40 سنة، سنستقبله أجمل استقبال"، متمنية إنهاء اعتقال جميع الأسرى في سجون الاحتلال، ويزيد عددهم على 4500 أسير.

وذكرت والدة الأسير في تصريحات صحفية، أنّ الاحتلال يفرض على العائلة مضايقات كثيرة، وهو لا يريد اكتمال فرحتها بحرية ماهر، وأكثر ما يهمه منعنا من رفع العلم الفلسطيني.

أما هند شقيقة ماهر، فهي ترى فيه شابًّا معطاءً وكريمًا ومؤدبًا، وخلوقًا جدًّا، وأنه قد خرج من رحم المعاناة.

وأشارت إلى المعاناة الكبيرة التي يلقاها ذوو الأسرى عند زيارة أبنائهم في السجون، إذ يمرون بعدة مراحل تفتيش، ويوجد في غرفة الزيارة الواحدة 60 شخصًا على الأقل.

من جهته، قال نادي الأسير، في بيان: إنّ الاحتلال يُصرُّ على التنكيل بعميد الأسرى ماهر يونس، حتى آخر يوم له في الأسر، إذ أخرجته إدارة سجون الاحتلال من القسم الذي يقبع فيه في سجن "النقب"، دون معرفة الهدف من ذلك حتى اللحظة.

وكانت إدارة سجون الاحتلال قد نقلت ماهر أول من أمس إلى التحقيق، وأعادته بعد ساعات إلى سجن "النقب"، وهذه لم تكن المرة الأولى خلال الشهر الجاري، كما أنّ قوة من شرطة الاحتلال اقتحمت منزل عائلته الليلة قبل الماضية، في بلدة عارة، وهددت عائلته، إذا كانت هناك أيّ مظاهر للاحتفاء بحريته.

اقرأ أيضًا: قُبيل الإفراج عنه.. الاحتلال ينقل الأسير ماهر يونس للتحقيق

وبعث يونس رسالة لأبناء شعبنا قبيل الإفراج عنه، قال فيها: "متشوق لمشاهدة الجماهير العظيمة التي تهتف باسم فلسطين، ومتحمس لرؤية جيل الشباب المليء بقيم الوعي والمعرفة لنلتفَّ معًا حول قضايانا ومستقبلنا، فأنا قدمت لوطني وضحّيت لأجل شعبي، ها أنا ما زلت حيًّا، وقادرًا على أن أعيش، وبعد يومين سأولد من جديد".

وأضاف: "أنتظر حريتي بكل حزن وألم، لأنني سأترك خلفي إخوتي ورفاقي الذين عشت معهم كل الصعاب والأفراح والأحزان، أغادرهم وقلبي وروحي عندهم، على أمل أن نلتقي قريبًا جميعًا أحرارًا".

وولد يونس في السادس من كانون الثاني/ يناير 1958، في بلدة عارة، وفي سنوات أسره حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية، وتوفي والده في عام 2008، علمًا أنّ والده أسير سابق أمضى 8 سنوات في الأسر.