فلسطين أون لاين

تقرير فيديو "منغستو".. "القسام" تمتلك كل الأوراق في ملف تبادل الأسرى

...
الجندي الأسير منغستو
غزة/ نور الدين صالح:

أجمع محللون ومختصون في الشأن الإسرائيلي، على أنّ الفيديو المصور الذي عرضته كتائب الشهيد عز الدين القسام للجندي الإسرائيلي الأسير لديها "أفراهام منغستو" يحمل رسائل مهمة للمجتمع الإسرائيلي، ويثبت كذب رواية الاحتلال في ملف تبادل الأسرى.

وأوضح هؤلاء في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، أنّ الفيديو يؤكد أنّ كتائب القسام ما تزال تمتلك كل الأوراق في ملف تبادل الأسرى، وأنّ ما لديها لا تعلمه القيادات السياسية والعسكرية للاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً: تقرير رسالة القسام عبر فيديو "منغستو".. تطمين للأسرى وتحريك للمياه الراكدة‬

وبثت "القسام" أمس، رسالة مصورة للجندي "منغستو"، يطالب فيها حكومة الاحتلال بالعمل من أجل الإفراج عنه، وقال: "إلى متى سنبقى هنا في الأسر أنا وأصدقائي؟ أين دولة (إسرائيل) وشعبها من مصيرنا؟".

وتأتي هذه الرسالة تزامنًا مع تبادل المناصب في رئاسة أركان جيش الاحتلال وتنصيب "هرتسي هليفي" قائدًا جديدًا خلفًا لـ"أفيف كوخافي".

و"منغستو" واحد من أصل 4 جنود إسرائيليين تحتفظ بهم كتائب القسام منذ سنوات، وهما جنديان أُسرا في العدوان على قطاع غزة صيف عام 2014، وجنديان آخران أُسرا في ظروف مجهولة.

وعلّقت عائلة منغستو في تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، بقولها: "الفيديو دليل جديد على أنه حي، يجب على الدولة أن تتحرك بسرعة لإعادته.. يبدو أنه بصحة جيدة ويُعتنى به، لا يوجد سبب لبقائه في السجن يومًا آخر".

رسائل متعددة

يرى الباحث في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات أن فيديو "منغستو" يحمل رسائل مهمة لكن دون أن يحتوي على معلومات رسمية، عادًا إياه "رشًا للملح على الجرح الإسرائيلي، لكي يدفعه لطلب معلومات".

وقال بشارات لصحيفة "فلسطين": إن نشر الفيديو يندرج ضمن سياسة "المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال"، عادًا إياه "حربًا إعلامية ونفسية تهدف للضغط على الاحتلال لمعرفة معلومات عن جنوده الأسرى".

وبيّن أن الفيديو عبارة عن إشارة من القسام أنه لا يوجد معلومات بالمجان، إنما مقابل ثمن تقدمه دولة الاحتلال، مشيرًا إلى أن ّالاحتلال يعده في إطار الحرب النفسية ضده.

وأضاف أن الاحتلال يسعى للتقليل من قوّة الفيديو عبر الحديث عن قضايا داخل المجتمع الإسرائيلي مثل المظاهرات وغيرها، متوقعًا أن يكون تأثيره القوي في الأيام القادمة.

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أنّ كتائب القسام ما تزال تمتلك كل الأوراق التي بها هزمت كوخافي ومن كان قبله، وما تزال تحتفظ بالجنود الأسرى لديها، التي كذب الاحتلال على جمهوره بزعمه أنّ الجنديين الإسرائيليين هدار جولدن وشاؤول أرون جثث وهذا الأمر لا تعلمه إلا كتائب القسام".

وأوضح الصواف لصحيفة "فلسطين"، أنّ الاحتلال فشل في الوصول إلى حل في قضية جنوده الأسرى في قطاع غزة، التي تقدم فيها حركة حماس كل يوم جديد وصولًا لحسم الأمر، الذي لن يطول.

اقرأ أيضًا: بالفيديو "القسام" تعرض فيديو لأسير الاحتلال "منغستو"

وقال: "حماس تقدم رسالة للاحتلال ورئيس أركانه الجديد بأنّ ما لديها لا تعلمه أنت ولا قيادتك السياسية ولا العسكرية، وسنرى ماذا سيكون ردك وفعلك في الحديث الجاد عن تحقيق صفقة تبادل، لأنها الوسيلة الوحيدة التي يمكن الإفراج بها عن الأسرى لدى كتائب القسام".

وأشار إلى أنّ "كوخافي" ختم مهامه بالحديث الإعلامي في محاولة لتقديم صورة المنتصر وحقيقة الأمر أنه لم يحقق إلا مزيدًا من القتل والإرهاب ولعل القضية التي لا تزال قائمة مع حماس، التي يظن كوخافي تحقيق إنجازات لصالح الكيان ضد حماس هي قضية جنوده الأسرى لدى حماس.

كذب الاحتلال

ورأى الباحث السياسي إبراهيم قويدر أنّ رسالة القسام تؤكد فشل الاحتلال وكذبه على جمهوره فيما يخص ملف التفاوض بشأن الأسرى.

وأوضح قويدر لصحيفة "فلسطين"، أنّ صاحب الرسالة الجندي الأسير "منغستو" الذي ادّعى الاحتلال مرارًا أنه ليس جنديًا سويًا، إنما يعاني اضطرابات نفسية، لكن الواضح من رسالته أنه كان يتمتع بانضباط عقلي وعاطفي سليم، ويرسل رسالة واضحة ومفهومة تؤكد كذب الاحتلال.

وبيّن أنّ قول الجندي "أنا ورفاقي" يوحي بوجود جنود أسرى آخرين أحياء لدى المقاومة، بعكس ادعاءات الاحتلال بأنّ ما في يد المقاومة ما هي إلا جثثًا وأشلاء، وهو ما يؤكد بطلان هذه الادعاءات، التي أراد الاحتلال بها تقزيم الثمن المتوقع أن يدفعه مقابل جنوده الأسرى.

وأشار إلى أنّ الفيديو رسالة من المقاومة لرئيس الأركان الجديد أنه ينتظرك ملف ملتهب وخطير، قد يشعل الأوضاع، ويقلب الموازين إذا ما تهرَّب الاحتلال من استحقاقات قضية الأسرى وتمادى في ملف التبادل.

وبحسب قوله، فإن رسالة القسام تُنذر "هيلفي" بفشل جديد كفشل سلفه السابق "كوخافي"، إن لم يتحرك بالشكل الصحيح لإنهاء هذا الملف.

وكان رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، هدد الاحتلال أنّ حماس ستغلق ملف الجنود الأربعة إلى الأبد، في ظل عدم إحراز تقدم في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق.

وقال السنوار في تصريحات الشهر الماضي: "سنمهل الاحتلال وقتًا محدودًا لإتمام هذه الصفقة، وإلا سنغلق ملف الجنود الأربعة إلى الأبد، وسنجد طريقة أخرى لتحرير أسرانا".

وأسرت كتائب القسام الجندي الإسرائيلي "أفراهام منغستو" عام 2014م، وهو من مستوطني مدينة عسقلان المحتلة، وسمحت الرقابة الإسرائيلية في تموز (يوليو) 2015م بنشر نبأ اختفائه بعد تسلله من السياج الفاصل شمال قطاع غزة.