شهدت مناطق مختلفة في الضفة الغربية المحتلة مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، التي اعتقلت عددًا من المواطنين، في حين صعَّدت القوات من مداهمة المنازل واقتحامها والعبث بمحتوياتها.
كما حوَّلت المعتقلين إلى التحقيق بذريعة المشاركة في أعمال المقاومة الشعبية، في حين أخضعت العشرات لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم واقتحام منازلهم.
يأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه أعمال المقاومة في الضفة الغربية، إذ اندلعت الثورة الرافضة للاحتلال بكل أشكاله، والملاحظ في هذه الثورة انخراط الشباب الفلسطيني من جميع الأعمار، ولا سيما من هم في العشرينيات من أعمارهم، إضافة إلى انخراط كل الفلسطينيين في مقاومة المحتل، دون حزبية فصائلية ضيِّقة.
أما فيما يتعلق بالعمليات المسلحة، فشهدت الضفة اشتباكات وإطلاق نار على قوات الاحتلال في أماكن مختلفة، مثل: جنين، ونابلس، والخليل، وغيرها من المناطق.
ورسم شهداء جنين ونابلس والخليل الذين ارتقوا مدافعين عن الأرض والهوية لوحة عز وفخار لفلسطين، التي رووها بدمائهم الزكيَّة الطاهرة، فالشهداء أرادوا أن يخطّوا بدمائهم الزكية رسالة تقول: إن فلسطين لا يمكن تحريرها إلا عبر هذه الدماء الطاهرة التي قدَّمها شعبنا على مدار مائة عام، وما زال الجرح مفتوحًا ما دام المحتل جاثمًا على أرضنا.
وما يحدث في ضفة العياش ومدينة القدس مؤخرًا من هبَّة الشباب الثائر المرابط للدفاع عن المسجد الأقصى، الذي يتعرض لاقتحامات ممنهجة ومدفوعة ومحمية من حكومة الاحتلال الصهيوني المتطرفة، التي تسعى لفرض واقع جديد يشرِّع الوجود الصهيوني في ساحات المسجد الأقصى، ويعطي غُلاة المستوطنين الحق في تدنيس الأقصى، للوصول إلى المخطط الرامي إلى التقسيم الزماني والمكاني بين المسلمين والصهاينة لقبلة المسلمين الأولى.
سيقف شعبنا كما وقف على مدار مائة عام مدافعًا عن أرضه وكرامة العرب والمسلمين في وجه المحتل الغاصب، وأمام هذه اللوحة المشرِّفة التي شهدها العالم أجمع، نقول: لا بد من وقف التطبيع وهرولة بعض الأنظمة العربية لفتح عواصمها لقادة الاحتلال، في مشهد سيسجله التاريخ في صفحات الخزي والعار، ولا بد من الوقوف مع الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في وجه المحتل، ودعم أهلنا في مدينة القدس وفي كل فلسطين، ولا سيما الدعم المعنوي والسياسي والإعلامي، الذي يُعزز صمودنا، ويقرّب يوم النصر والتحرير الذي بات أقرب من أي وقت مضى.