لا أود الدفاع عن حق رجال من السلطة الحصول على بطاقة شخصية مهمة (VIP)، فهذه البطاقة تمنح امتيازات لمن يتعاونون مع الاحتلال. حاملو هذه البطاقة لا يحظون باحترام فئات الشعب، وعليه فإن الدفاع عن حق (رياض المالكي، وروحي فتوح، وعزام الأحمد، ومحمود العالول)، بالحصول على بطاقة شخصية مهمة أمر لا يعنيني، بل ولا يعني جلّ الشعب الفلسطيني، بل من الجيد أن يكونوا سواء في المعاملة مع بقية الشعب الفلسطيني. الأصل أن يكونوا سواء مع غيرهم تحت الاحتلال، غير أن الاحتلال له فلسفة تقوم على احتواء من يخدمه مقابل الحصول على هذه البطاقة، ولا تكاد تمنح هذه البطاقة لغير من يقدم خدمات مفيدة للاحتلال، لذا يمكن النظر للبطاقة على أنها دليل شبهة واتهام. أليس كذلك؟!
جيد ألا يكون مع هؤلاء، ولا مع غيرهم، مثل هذه البطاقة، التي تساعدهم في نسيان أنهم وشعبهم تحت الاحتلال، ومع ذلك أود أن أقول لهم: يجدر بكم أن تدركوا الآن أن العدو لا يمنحكم هذه البطاقة بالمجان، أو لأنكم رجال مرموقين في سلطة الحكم الذاتي، بل هو يمنحكم بطاقته لأنه راضٍ عن تصرفاتكم، وهو حين يغضب من بعض تصرفاتكم يسحب بطاقته منكم، ويعيدكم القهقرى للوضع الطبيعي. والوضع الطبيعي عند الشعب الفلسطيني ألّا يخدم الفلسطيني المحتل مقابل مصالح ذاتية وبطاقة شخصية مهمة، بل الأصل أن يخدم قضيته وشعبه. وإن غضب الاحتلال منه دليل على الصحة الوطنية، ورضاه عنه دليل المرض الوطني.
لماذا سحب العدو بطاقته منكم؟ أليس لأنكم خالفتم مراده وسياسته، فزار ثلاثة منكم المحرر كريم يونس بعد أربعين سنة سجن، زيارة تهنئة، بينما المالكي بحكم وظيفته احتج على الاحتلال في الأمم المتحدة؟
إذا كان رياض المالكي لا يستحق في عرف الاحتلال بطاقة شخصية مهمة عقابًا له على نضال سياسي قام به مؤخرا، فإن المالكي ذهب للمعركة السياسية في الأمم المتحدة طلبًا لاستشارة من محكمة لاهاي بتكليف من رئيس السلطة محمود عباس، فهل نتوقع سحب هذه البطاقة من محمود عباس؟! قد، وقد، وأنا لا أجزم فثمة ما هو غائب عني.
سحبوا أو لم يسحبوا، فما يجدر إدراكه هو أن رئيس السلطة ورجالها هم موظفون عند الاحتلال بعقد اتفاق أوسلو وتفسيرات حكومة (إسرائيل) له، وبناء على سيرة حسن سلوك في الوظيفة تكون بطاقة شخصية مهمة، وبدون السلوك الحسن من وجهة نظر نتنياهو لا تكون. وعليه نسأل ماذا سيفعل محمود عباس في هذه المسألة؟، وزير خارجيتك، ورئيس المجلس الوطني، ونائبك في فتح دون بطاقات مرور مهمة، فهل يمكنك أن تدافع عنهم وتلقي بجميع البطاقات التي بحوزتك وحوزة رجال السلطة في وجه حكومة الاحتلال، وتتقبل المساواة مع الشعب، ومن ثمة تذهب لمعركة جديدة في الأمم المتحدة؟! في اعتقادي أن هذا هو الخيار الوطني الوحيد المتوفر.