نفذ وزير الأمن القومي في الكيان الصهيوني "إيتمار بن غفير" تهديداته باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وهو في أول يوم في منصبه الحكومي في دولة الاحتلال، وهذا الاقتحام الخطير يعد من الخطوط العريضة للحكومة الصهيونية الجديدة، ويعد بمنزلة إشارة للدور الخطير والإجرامي الخبيث للحكومة الاسرائيلية، وعلى رأسها رئيس قطعان المستوطنين (إيتمار بن غفير)، بل ويؤكد هذا الاقتحام على استمرار المخططات والمشاريع الإسرائيلية بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك وعلى رأسها مخططات التقسيم الزماني والمكاني للأقصى واستمرار مشاريع التهويد والاستيطان والحفريات أسفل أساسات الأقصى.
تعكس جريمة اقتحام وزير الأمن الصهيوني بن غفير وهو محاط بقوات عسكرية مدججة بالسلاح الخطورة الأكبر على القدس والمسجد الأقصى المبارك، وربما اقتحام بن غفير أخطر من اقتحام شارون للمسجد الأقصى في سبتمبر/أيلول عام 2000، لأن اقتحام "بن غفير" لها الكثير من الأبعاد، والدلالات الخطيرة التي تتعدى البعد السياسي لهذه الاقتحام، إذ إنها تمثل تحديًا كبيرًا لمشاعر العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، وتؤكد النوايا الإجرامية النازية لحكومة نتنياهو تجاه القدس والمسجد الأقصى المبارك.
إن هذه الاقتحام الإجرامية لـ"بن غفير" يجب أن تدق ناقوس الخطر على أبواب كل السلاطين والحكومات الإسلامية والعربية، لأنه دنس بقعة مقدسة ومكانًا دينيًّا إسلاميًّا يمثل عقيدة للإسلام والمسلمين، بل قبلة المسلمين الأولى، ويجب ألا تقف هذه الجريمة الخطيرة إلى حد التنديد العربي والبيانات السياسية والاستنكارات الباهتة، بل يجب أن يكون هناك موقف عربي وإسلامي جاد نحو هذه الجريمة، أقلها وقف خط التطبيع مع الاحتلال، وأقلها التظاهرات أمام السفارات ومكاتب الكيان في عدد من الدول العربية، بل إن المسؤولين في الكيان الصهيوني وعلى رأسهم (نتنياهو) يتباهون بحجم ومستوى علاقات التطبيع العربية، لأن مثل هذه العلاقات تمد في العمر الزمني لدولة الكيان الصهيوني.
إن الاقتحام الإجرامي للوزير الصهيوني (بن غفير) هي خطوة أولى وحلقة أولى في مسلسل تهويد المسجد الأقصى في العام الميلادي الجديد 2023، وهو يرسل للرسالة أن عمله الحكومي الجديد يبدأ من القدس، وربما يواصل "بن غفير" يوميًّا لاقتحام الأقصى قبل الذهاب لمكتبه الحكومي، بل سيكون همه الكبير وشغله الشاغل يتمثل في دعم مشاريع التهويد والاستيطان عبر زيادة الميزانيات المالية لمشاريع التهويد في المسجد الأقصى، بل ربما يجعل (بن غفير) من اقتحامات المسجد الأقصى وتهويده أوامر عمل تنفيذية على طاولة اجتماع مجلس الوزراء الصهيوني الدوري.
يجب أن تحرك هذه الاقتحام الخطيرة الساكن والمياه الراكدة لدى الأمة العربية الإسلامية، بل ويجب أن تواجه هذه الاقتحام برد عملي، وتطبيقي على الأرض، وأن (بن غفير) وغيره من الصهاينة خطورة هذه الجريمة النكراء، وخطورة هذا الفعل الجبان الذي دنس المسجد الأقصى المبارك، واستفز مشاعر أبناء الأمة الإسلامية العربية.
يجب أن يدرك العدو الصهيوني مدى خطورة هذه الجريمة، وهو يعلم أن الفلسطينيين لا يسكتون على هذه الجريمة، وسيواصلون رباطهم وجهادهم في المسجد الأقصى المبارك، ولن يفزعهم تهديدات بن غفير ونتنياهو وسموتيرتش؛ وإن كيانهم المسخ لن يطول وكذلك إجرامهم وظلمهم الأسود؛ ولن يضيع الحق الفلسطيني، ولن تسقط الراية وسيواصل أبناء شعبنا الفلسطيني جهدهم وجهادهم من أجل القدس والأقصى وتحرير أرضنا المباركة من المحتلين والمجرمين الصهاينة.