فلسطين أون لاين

تقرير "الجبعة".. قرية فلسطينية تجابه الاستيطان والتهجير القسري

...
قرية الجبعة
بيت لحم-غزة/ نور الدين صالح:

لم تتوقف مساعي الاحتلال الإسرائيلي الرامية لبسط سيطرته الكاملة على قرية الجبعة القريبة من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، عبر تكثيف المشاريع الاستيطانية، ضمن سياسة التهجير القسري التي يمارسها ضد سكانها الأصليين.

والأحد الماضي، أقام عشرات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال بؤرة استيطانية على أراضي قرية الجبعة بعد الاستيلاء على أراضي أصحابها الأصليين، في محاولة لتوسيع مستوطنة "جبعوت"، التي لا تبعد عن الأرض سوى بضعة أمتار.

اقرأ أيضاً: تقرير الحامية الجنوبية للأقصى.. سلوان تواجه الأنفاق التهويدية والتهجير القسري

وأفاد رئيس مجلس قروي الجبعة ذياب مشاعلة بأن عشرات المستوطنين وضعوا "كونتينر" صباح الأول من يناير/ كانون الثاني، دون سابق إنذار على أرض لعائلة "الطوس"، تقدر مساحتها بـ10 دونمات.

وأوضح مشاعلة لصحيفة "فلسطين" أن المستوطنين جاؤوا بحماية من قوات الاحتلال، فأحضروا بعض السلالم الحديدية ونصبوها في تلك الأرض، لافتاً إلى أن "الكونتينر" لا يزال موجودا في مكانه حتى الآن.

وأكد أن هذه القرية تعرضت لانتهاكات عديدة من قوات الاحتلال والمستوطنين على مدار سنوات طويلة، تمثلت بالاعتداء المباشر على المواطنين، والاستيلاء على أراضيهم، ومنعهم من فلاحتها أو الوصول لها، عدا عن التهديد المباشر واقتلاع الأشجار.

وتقع "الجبعة" على بعد 15 كيلومتراً من مدينة بيت لحم، وهي على الحدود مع الخط الفاصل بين الضفة الغربية والداخل المحتل عام 1948، ويقطنها 1300 نسمة.

وبحسب مشاعلة، تبلغ مساحة "الجبعة" 13 ألف دونم، ويسمح الاحتلال للأهالي بالبناء على 700 دونم منها فقط، في حين يسمح لهم بالزراعة على أطراف القرية بمساحة 2000 دونم شريطة عدم البناء هناك، ويستولي بشكل نهائي على أكثر من 1000 دونم لصالح المستوطنات ولأغراض عسكرية.

وبيّن أن هذه القرية بعيدة عن التجمعات السكانية ومراكز المدن بالضفة الغربية، وهي محاطة بالمستوطنات، إذ تحيط بها من الجهة الشرقية مستوطنة "جبعوت"، ومن الجهة الجنوبية الشرقية مستوطنة "بيت عايم"، في حين يقام ما يسمى حاجز "هالة" الحدودي على الخط الفاصل مع الداخل المحتل.

وشدد على أن السكان يتصدون بشكل فردي، عبر التجمع والتثبت بالأرض ضد محاولات الاحتلال تكثيف الاستيطان وفرض وقائع جديدة، مناشداً الجهات المعنية بالتدخل لدعم وتعزيز صمود المواطنين لمواجهة الاحتلال.

ولقرية "الجبعة" مدخل وحيد، محفوف بالمخاطر، بعد أن أغلق الاحتلال المدخل الرئيس الذي يربطها مع قرى مدينة الخليل عام 2000، الأمر الذي يجبر أهالي القرية إلى عبور الشارع الاستيطاني المؤدي إلى مفترق مستوطنات "غوش عتصيون" جنوبي بيت لحم، الذي يطلق عليه الفلسطينيون "مفترق الموت".

شتاء ساخن

وقال مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، حسن بريجية، إن المستوطنين استغلوا الأحوال الجوية الباردة لخلق حقائق جديدة على الأرض في قرية الجبعة.

وبيّن بريجية لـ"فلسطين" أن جيش الاحتلال ساند المستوطنين في إقامة البؤرة الاستيطانية على أرض عائلة "الطوس" وهي من أكبر العائلات التي تقطن قرية الجبعة.

وشدد على أن "الجبعة" تقع في مكان إستراتيجي يربط بين عدة مدن بالضفة، وهو ما جعلها محط أنظار الاحتلال للاستيلاء عليها، لافتاً إلى أنها كانت ضمن مشروع الضم الذي أعلنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

ورأى بريجية أن ممارسات الاحتلال في "الجبعة" تمثل رسائل بأن سكانها مقبلون على شتاء ساخن مع بداية العام الجديد، منبهاً إلى أن القرية تقع في قلب تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" وتربط مدن الضفة مع الداخل المحتل.

اقرأ أيضاً: ضمن مخططات التهجير.. الاحتلال يواصل هدم البيوت في اللد المحتلة

ولفت إلى أن الاحتلال خصص مؤسسات لمراقبة انتشار الفلسطينيين في المناطق المصنفة (ج) وفق اتفاق أوسلو المشؤوم بين منظمة التحرير والاحتلال، من أجل الحد من وجودهم فيها.

وشدد على أنه ليس هناك خيارات أمام سكان القرية إلا الثبات على الأرض والصمود في وجه الاحتلال بالإمكانات البسيطة المتاحة لديهم، إضافة إلى المسار القانوني.