تجولت اليوم في مدينة غزة بين ساحتي الكتيبة والجندي المجهول، وشاهدت جماهير حركة فتح برئاسة محمود عباس والتيار الإصلاحي في حركة فتح برئاسة محمد دحلان، ورأيت الجماهير الغفيرة في الساحتين تغدو وتروح بكل أريحية دون تضييق والابتسامة مرسومة على وجوههم.
الأجهزة الأمنية كانت منتشرة لتنظيم الشوارع والحفاظ على أمن الجماهير المنتشرة ولم تسجل حالة اعتداء واحدة وذلك بشهادة القيادي في حركة فتح فهمي الزعارير القادم من الضفة الذي أشاد بدور الأجهزة الأمنية في غزة وأكد أنها وفرت أجواء إيجابية.
لا أريد أن أتحدث هنا عن حالة الانقسام داخل حركة فتح وتشتتها إلى حركتين وأكثر من تيار، ولكن أشير إلى أن غزة هي حاضنة المشروع الوطني قولا وفعلا، وأن الأجهزة الأمنية والحكومية المحسوبة على حركة حماس حافظت على هذا المشروع، والجميع شاهد كيف أنها احتضنت 6 مهرجانات مركزية للفصائل خلال شهرين.
وهذا بكل تأكيد يعزز كون حماس مؤهلة لقيادة المشروع الوطني وقدرتها على حمايته.
ولكني تفاجأت بعد عودتي من مدينة غزة بخبر موثق بالصوت والصورة جاءنا من الضفة المحتلة أظهر قوات من أجهزة أمن السلطة وهي تهاجم مسيرة لحركة فتح في بيت لحم بذكرى انطلاقتها، فكيف يستوي هذا التصرف مقارنة بالصورة الجميلة التي خرجت من غزة.
إن هذه الممارسات كانت ضد مجموعة من فتح، فكيف سيكون الأمر مع حماس، وهو ما نراه سلوكا يوميا ضد عناصرها سواء بالاعتقال والمطاردة أو بالمنع من ممارسة أي عمل جماهيري في ميادين وشوارع الضفة.
لكم أن تقارنوا بين غزة التي تسخر كل ما لديها خدمة للمشروع الوطني وبين السلطة في الضفة التي تتماهى تماما مع المشروع الصهيوني،فشتان بين هذا وذاك!