فلسطين أون لاين

ميليشيا يمينية تُدعى "جيش (إسرائيل)"

بدا لي تحذير مئات من ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي السابقين من خطر يهدد مستقبل الجيش الإسرائيلي، في ظل حالة القلق التي تلعب عليها الأحزاب اليمينية بين الجنود والضباط، وكأنه لطم على الوجوه في حفل زفاف!

فقد قدم 400 قائد سابق في الجيش كتابا لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو، يعربون فيه عن خشيتهم من تعرض الجيش لموجة من الفوضى وبالتالي انهياره، وذلك في أعقاب تصريحات الأحزاب اليمينية ضد قادة الجيش أخيرا. 

وكان أبرز تحذير الذي صدر عن غادي آيزنكوت الرئيس السابق لجيش الاحتلال، وزعم أن الجيش يواجه خطر "الانهيار" إذا ما مضى نتنياهو في تسييس دوره.  

واتفق مع ما يقوله الصحفي جوناثان كوك بأن هذا ليس هو السبب الحقيقي وراء قلق وتحذير جنرالات الجيش، فهم يدركون أن نتنياهو على وشك تفجير المنطقة أمنياً، وهو الذي وضع أسس الفصل العنصري ضد الفلسطينيين. 

وفي الواقع يواجه الفلسطينيون ممارسات عنيفة وقاتلة يوميا من المستوطنين والشرطة والجيش وبنفس درجة القسوة والإجرام، والتي تمر جميعها دون عقاب أو محاسبة، سواء داخل منظومة الاحتلال أو خارج أراضي فلسطين المحتلة. 

وكما يقول كوك: "من الآن فصاعدا سيكون التوصيف الدقيق لوظائف الشرطة والمسؤولين في (إسرائيل) ليس فقط غض الطرف عما يرتكب من جرائم، وإنما أيضا التشجيع بفاعلية على ارتكابها". 

جميع الجنرالات الذي حذروا وأبدوا قلقهم، هم في الواقع قتلة ومجرمو حرب، مارسوا أبشع عمليات القتل للمدنيين في لبنان وفي فلسطين وبشكل خاص في غزة، ويتمتعون بسجل عسكري مُخزٍ يقطر بالدماء وتسمع بين صفحاته أصوات وأنات المعذبين والضحايا. 

 

ولا يزال تعبير بيني غانتس وزير الجيش المنتهية ولايته، في قصف غزة في عام 2014، بأنه سيعيد غزة إلى "العصر الحجري" في الذاكرة يشير إلى نوعية هؤلاء القتلة الساديين الذين يلبسون حاليا بدلات رسمية. 

تحذير غانتس مثلا جاء لأن وجود إيتمار بن غفير في حكومة نتنياهو سوف ينهي "التعاون الأمني" مع السلطة الفلسطينية، وسوف يؤدي إلى تحول الجيش الإسرائيلي إلى ميليشيا خاصة تابعة لابن غفير.  

وفي الواقع ليس بن غفير هو من سيحول الجيش إلى ميليشيا، فالجيش بالأصل ميليشيا ومرتزقة فهو يخضع بشكل شبه كامل لسيطرة المستوطنين وإلى جنود عنصريين يستبيحون القرى والمدن الفلسطينية بشكل وقح.   

التقارب الأيديولوجي الشديد بين المستوطنين وجنود الجيش الإسرائيلي بات أكثر وضوحا لكل من يتابع الشأن الفلسطيني. 

مع بن غفير أو دونه سوف يستمر الجنود في إطلاق النار على الفلسطينيين دون استثناء، وسوف يستمر الجنود في مساعدة المستوطنين في اعتداءاتهم على الفلسطينيين. وسوف يستمر الجنود في هدم البيوت وسرقة الأراضي وتدمير ممتلكات الفلسطينيين وأراضيهم الزراعية واعتقالهم وقتلهم، وسوف يستمر الجيش في حصار قطاع غزة وفي قصفه. 

المعاناة الفلسطينية لن تتوقف في قادم الأيام وستزداد مرارة وقسوة. 

ولا يلوح أي أمل بالأفق سوى بتصعيد المقاومة والعلميات العسكرية المؤلمة للاحتلال وإلحاق الأذى به وبزعران المستوطنين العنصريين والجبناء.

 

 

المصدر / السبيل الأردنية