أكد مراقبون سياسيون أنّ ذكرى انتفاضة الحجارة، أثبتت أنّ المقاومة الشاملة وعلى رأسها المُسلّحة، ووحدة الشعب الفلسطيني خلف برنامج نضالي موحّد، وإستراتيجية مواجهة مع العدو، هي السبيل الوحيد لانتزاع الحقوق وتحرير الأرض الفلسطينية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصوّاف، لـ"قدس برس"، إن "انتفاضة الحجارة، أثبتت أن خيار الجهاد والمقاومة أقصر وأقرب الطرق للوصول إلى التحرير والعودة إلى كامل التراب الفلسطيني".
وأكد الصوّاف أن الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه، يمارسون سياسة الإبادة والقتل بحق شعبنا الفلسطيني بشكل يومي، وأردف أنها "سياسة تمارسها حكومات الاحتلال على اختلاف توجهاتها، فجميع الحكومات السابقة فاشية، ولا تختلف عن بعضها إلا بالوسيلة، فالهدف واحد، وهو ابتلاع الأراضي الفلسطينية من شمالها إلى جنوبها وتهجير أهلها".
ورأى أنّ "شعبنا يعيش حالة من الثورة بوجه الكيان الصهيوني الغاصب، وما نراه اليوم من تزايد عمليات المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، خير دليل على أنّ هبّةً فلسطينيةً قد تكون بدأت، ولكنها تحتاج إلى المزيد من الوقت للظهور".
واعتبر أنّ "المطلوب اليوم فلسطينيًّا التصلُّب والتوحُّد حول البندقية، باعتبارها طريقًا واضحًا وفعّالًا، لمواجهة العدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني ومقدساته".
الشعب أبدع
الكاتب في الشؤون السياسية والعسكرية، أحمد عبد الرحمن، قال إنّ "الشعب الفلسطيني يملك من الأدوات والإمكانيات، ما يؤهّله لأن ينقل للعالم مظلوميته وحقّه في الحياة كباقي شعوب العالم".
وأوضح أنّ هذه الإمكانيات والأدوات بالرغم من تواضعها، إلا أنها استطاعت بفعل المبدعين والغيورين على مستقبل وطنهم وقضيتهم من التفوّق على الآلة الإعلامية الهائلة، التي يملكها العدو وداعموه على مستوى العالم.
وأضاف لـ"قدس برس" أنّ "الإعلام الفلسطيني بكوادره الشابة والفاعلة، التي تملك حيوية كبيرة، تمكّن من إظهار الوجه البشع للعدو، وتذكير العالم لا سيما الشعوب المناصرة للقضية الفلسطينية، بأنّ هناك شعبًا يتعرّض للقتل والإجرام، لأنه يدافع عن أرضه ومقدساته في وجه واحد من أكثر الاحتلالات على مر التاريخ عدوانية وشراسة".
وأشار إلى أنّ انتفاضة الحجارة سلّطت الضوء على القضية الفلسطينية من جديد بعد سنوات من النسيان، كما أنها جاءت بعد مدة طويلة من شعور العدو وقواته بالأمان في المدن الفلسطينية.
وأردف أنها وحّدت الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة، وأحيت من جديد روح المقاومة والمواجهة في مختلف العواصم العربية والإسلامية، التي تضامنت وساندت تلك الانتفاضة.
ورأى أنّ هناك عوائق كثيرة أمام انتفاضة مشابهة تشمل كل الأراضي الفلسطينية في الوقت الحالي، ومنها، وفق عبد الرحمن، "وجود السلطة الفلسطينية، والانقسام، وغياب الدعم العربي والإسلامي، فضلًا عن اتفاقيات التطبيع".
محطة مهمة من النضال
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي عبدالله العقاد، إنّ "انتفاضة الحجارة محطة مهمة من محطات النضال الفلسطيني، رسمت المعادلة الحقيقية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية".
وأوضح العقاد لـ"قدس برس" أنّ الطريق الذي قطع المد الثوري الفلسطيني هو اتفاقية أوسلو (اتفاق تسوية وقّعته (إسرائيل) ومنظمة التحرير الفلسطينية في 13 أيلول/سبتمبر 1993)، والتي بموجبها حلّت الكوارث على الشعب الفلسطيني.
ورأى أنّ حالة العداوة والمعارضة داخل الكيان الصهيوني الفاشي، ستساهم في تفكُّك الاحتلال وإنهائه كليًّا، بالتزامن مع تصاعد وتيرة عمليات المقاومة البطولية والنوعية.
واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو "انتفاضة الحجارة"، يوم 8 كانون الأول/ديسمبر 1987، في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، ثمّ انتقلت إلى كلّ مدن وقرى ومخيّمات فلسطين.