فلسطين أون لاين

تقرير 35 عامًا على انتفاضة الحجارة وشعلة الثورة لم تنطفئ

...
مشهد حي من الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة"
غزة/ أدهم الشريف:

يحيي الشعب الفلسطيني، اليوم، الذكرى الـ35 لانتفاضة الحجارة في الأراضي المحتلة، التي اندلعت في مثل هذا اليوم من عام 1987، وشكلت إحدى أهم المراحل التي شهدتها القضية الفلسطينية في العصر الحديث.

وكان اعتراف الاحتلال ودول الغرب والأمم المتحدة وأمريكا أيضًا بالشعب الفلسطيني، من أبرز نجاحات الانتفاضة، التي امتدت حتى منتصف تسعينيات القرن الماضي.

وشكَّل حادث دهس سائق شاحنة إسرائيلي مجموعة من العمّال الفلسطينيين وقتل 4 منهم آنذاك، عند حاجز بيت حانون "إيرز"، شمال قطاع غزة، الشرارة التي تسببت باندلاع الانتفاضة. وقد أعقب ذلك مواجهات دامية بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال في اليوم التالي، انطلقت من مخيم جباليا للاجئين، شمالي قطاع غزة، احتجاجًا على حادث الدهس.

اقرأ أيضاً: مركز: 356 ألف حالة اعتقال منذ انتفاضة الحجارة

وبينما امتدت المواجهات لاحقًا إلى مختلف محافظات قطاع غزة والضفة الغربية، شكلت انتهاكات الاحتلال بحق المواطنين الفلسطينيين من سرقة الأراضي، وبناء المستوطنات، وجباية الضرائب، والاعتقال والحصار، دافعًا قويًا لاندلاع تلك التظاهرات، وفق مؤرخين.

ولقد استخدم جيش الاحتلال أساليب القمع العنيف في التعامل مع المتظاهرين الذي استخدموا أدوات مقاومة شعبية، أبرزها التظاهر وإلقاء الحجارة، لكن الاحتلال أفرط في التعامل معهم وردَّ بإطلاق النار على المتظاهرين ما أدى إلى مقتل وجرح الآلاف.

وكان جيش الاحتلال تبنى سياسة ما يعرف بـ"تكسير العظام" باستخدام العصي، استجابة لقرار وزير جيش الاحتلال إسحاق رابين، ضد راشقي الحجارة.

ويعدّ مشهد التقطته كاميرات الصحافة لجنود في جيش الاحتلال يضربون فلسطينيَين اثنين، بوحشية، مستخدمين الحجارة بهدف تكسير أطرافهم، تنفيذًا لسياسة "تكسير العظام" من أيقونات الانتفاضة الأولى، وكان أحدهم هو الشاب وائل جودة، حيث كان يبلغ عمره حينها (17 عامًا).

وأثار هذا المشهد الذي وقع في 26 فبراير/ شباط عام 1988، ردود فعل كبيرة على المستوى الدولي ضد جريمة جنود جيش الاحتلال بتكسير عظام الشابين على سفح منطقة مرتفعة قرب نابلس، شمالي الضفة الغربية.

اقرأ أيضاً: "القسام" تروي حكاية 34 عاماً على اندلاع «انتفاضة الحجارة»

وخلال سنوات الانتفاضة، اشتعلت الأراضي الفلسطينية تحت أقدام جنود الاحتلال، وخاصة في غزة والضفة، إذ برز دور كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في تنفيذ سلسلة عمليات بطولية في جميع الأراضي المحتلة، أوقعت خسائر فادحة في صفوف الاحتلال والمستوطنين.

وبحلول 1993، وقعت منظمة التحرير اتفاق (أوسلو) الذي ينص على انتهاء عملية "التسوية" عام 1999 بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، وهو ما تنصل منه الاحتلال الأمر الذي أدى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى نهاية 2000، وامتدت حتى 2005.

ورغم أن السلطة تأسست على إثر اتفاق (أوسلو) إلا أنه لقي منذ البدايات رفضًا فصائليًا وشعبيًا.