فلسطين أون لاين

​بعد انهيار معنويات جنود الاحتلال على حدود غزة

تفكيك "ناحل عوز".. نهاية تراجيدية لأحداث مرعبة

...
تفكيك موقع "ناحل عوز"
غزة - يحيى اليعقوبي

لماذا فكك الاحتلال موقع ناحل عوز العسكري شرق قطاع غزة؟ سؤال لا تبعد الإجابة عنه حول التداعيات النفسية الكبيرة على جنود الاحتلال التي خلفتها "إغارة" مجموعة من كتائب القسام على الموقع وقتل عشرة جنود كانوا بداخله خلال معركة "العصف المأكول" صيف عام 2014م، الأمر الذي دفع بالاحتلال لإزالة الموقع لمحو آثار الهزيمة- وفق خبيرين تحدثا لـ"فلسطين".

ويرى الخبيران أنه قد يصب هذا الإجراء في إطار إقدام دولة الاحتلال على تغيير مواقعها العسكرية على الشريط الحدودي مع غزة للتأثير على خطط المقاومة الهجومية القادمة، إذ يعتبر هذا التفكيك، إجباريا لوقف تدني الروح المعنوية لجنود الاحتلال، متوقعين أن يلجأ الاحتلال لعمليات أكثر في التمويه وتغيير المواقع أو إزالتها، لتقليل الخطر الداهم إليه من غزة.

ويرتبط ما سبق بتغيير واضح لتعامل الاحتلال مع الشريط الحدودي على غلاف غزة، سواء في خط سير آلياته العسكرية، أو في تموضع أبراج المراقبة، وذلك نتيجة مبادرة المقاومة في الهجوم، وفرضها حصارًا جزئيًا قيدت خلالها حركة الاحتلال على حدود غزة بسبب المعطيات الجديدة التي فرضتها معادلتها العسكرية.

فشل ونجاح

الخبير الأمني محمد أبو هربيد يقول: "إن التسريب حول تفكيك الموقع جاء من كتائب القسام وليس من الاحتلال، وهذا يدخل ضمن إجراءات الاحتلال الأمنية والعسكرية بمحاولة إزالة الأماكن التي وقع فيها خطأ وهزيمة إسرائيلية ونجاح للمقاومة، باعتبار أنه يوجد فيها ذاكرة أمنية مؤلمة".

وأضاف أبو هربيد لصحيفة "فلسطين" أن إزالة الموقع قد يهدف للتأثير على مخططات المقاومة من خلال تغيير بعض المواقع، مشيراً إلى أن عملية ازالة الموقع تحدث لأول مرة على غلاف قطاع غزة.

ويأتي تفكيك الموقع، حسب الخبير الأمني، من باب الإجراءات الاحتياطية وإعادة الانتشار خوفا من صيد المقاومة، وهذا يعني أن المقاومة لأول مرة تؤثر على خطة جيش الاحتلال من حيث تموضع المواقع وانتشار الجنود، بعد أن أصبح الموقع ثغرة أمنية.

وتابع: "هذا دلالة على أن خطط المقاومة أربكت تخطيط جيش الاحتلال بغلاف غزة، وأن الأريحية التي كان يتمتع بها الاحتلال في إنشاء المواقع على حدود غزة قبل معركة "العصف المأكول" انعدمت بعد المعركة".

تفكيك إجباري

فيما وضع الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات احتمالين حول إزالة الاحتلال لموقع "ناحل عوز"، الأول يتعلق بتأثير هذا الموقع على الروح المعنوية لدى جنود الاحتلال.

وقال عريقات لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال يتقن استخدام الحرب النفسية والمعنوية حينما يكون الموقف لصالحه، أما حينما يكون الموقف ضده فإنه يقوم بإجراءات مثل عملية ازالة موقع "ناحل عوز" حتى لا يكون شاهدا على الخزي والعار الذي لحق به".

وتؤكد عملية إزالة الموقع على القلق الإسرائيلي من عمليات المقاومة خلف خطوطه، وهو اعتراف ضمني بقدرة المقاومين على الوصول لمواقعه مهما كانت المواقع معدة بإجراءات أمنية واحترازية.

والاحتمال الثاني، وفق عريقات، يتعلق بأن الاحتلال ربما يريد من خلال ازالة الموقع بناء موقع جديد يتناسب مع الدروس والعبر التي أثرت على الروح المعنوية لدى جنود الاحتلال.

ولفت إلى أن الجنود الموجودين في الموقع يعيشون في حالة رعب شديد، وتسيطر عليهم هواجس امكانية وصول المقاومة إليهم، وينسحب الهاجس على كافة الجنود على حدود غلاف القطاع، لذلك يسعى الاحتلال لتقليل العنصري البشري.