فلسطين أون لاين

بمشاركة مؤسسة إحياء التراث

كلية الآداب تعقد ورشة عمل عن معايير اختيار عاصمة الثقافة

...

عقد منتدى الإبداع الثقافي بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية بغزة ورشة عمل عن معايير اختيار عاصمة الثقافة ورشة عمل حول معايير اختيار عاصمة الثقافة حيث تناول المشاركون معايير اختيار عواصم الثقافة عالميا وعربيا، بمشاركة مؤسسة إحياء التراث.

وبين د. كمال أحمد غنيم، إن اختيار عاصمة الثقافة الفلسطينية قد تحقق ثلاث مرات على التوالي، منذ عام 1918 ابتداء بالنصيرات، مرورا بالقدس وبيت لحم، حيث تزامن ذلك مع كون القدس عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2019، وبيت لحم عاصمة الثقافة العربية عام2020، وذلك من خلال مبادرة التجمع الثقافي في النصيرات الذي خاطب وزارة الثقافة، وتم قبول طلبه.

وأكد غنيم أن جائحة كورونا جاءت لتعصف بالعواصم الثقافية وفكرتها على مستوى العالم، ولذلك توقفت على مدار عامين تقريبا. وقد آن الأوان لإعادة الاعتبار لها وتفعيلها من جديد، خصوصا أننا مقبلون على عام جديد. ومن هنا جاءت فكرة هذه الورشة لوضع تصور علمي أكثر دقة في اختبار عاصمة الثقافة الفلسطينية عام 2023م. من خلال دراسة المعايير العالمة والعربية والإسلامية والتجارب المحلية، والاستفادة منها.

وعرضت أمل الأشرم معايير اختيار عاصمة الثقافة الأوروبية، وبينت أن الاتحاد الأوروبي سعى من خلال اختيار مدينة أو أكثر عاصمة للثقافة الأوروبية، إلى التعريف بمختلف الهويات في القارة وتم تنفيذ فكرة عاصمة الثقافة الأوروبية عام ١٩٨٥ .

وأكدت الأشرم أن التحول الكبير جاء مع اختيار غلاسكو عام 1990، لتتحول بعد ذلك عملية اختيار المدينة إلى ما يشبه عملية اختيار المدن لاحتضان الألعاب الأولمبية. حيث أصبح الاختيار يتم على عدة مراحل، تعرض خلالها المدينة المعنية مشروعها الذي يتضمن العروض والنشاطات والفعاليات التي ستنفذ خلال فترة اختيارها عاصمة للثقافة الأوربية.

وبينت الأشرم أن الأمر تطور من خلال اهتمام المدن بالفكرة وجاء ذلك من خلال الميزانيات الضخمة التي تقوم العواصم الثقافية الأوروبية بتخصيصها للفعاليات، حيث تم رصد 65 مليون يورو في منطقة الرور غرب ألمانيا عاصمة الثقافة الأوروبية عام 2010 وساهم في تأمينها مدن المنطقة ومتبرعون، أما الاتحاد الأوربي فساهم بـ 1,5 مليون يورو. 

وأكدت الأشرم أن المدينة الأوروبية التي تريد نيل شرف لقب "عاصمة الثقافة الأوربية" صارت تنتظر عدة سنوات، حيث تأخذ عملية الاختيار ما يقارب ست سنوات. وأصبح مجلس وزراء الثقافة في الاتحاد الأوربي هو المسؤول عن اختيار المدينة المعنية في عملية اقتراع تتم بشكل سري.

وبينت أ. وفاء سلامة معايير اختيار عاصمة الثقافة العربية حيث بدأت فكرة اختيار مدن عربية محددة ليتم اعلانها كعاصمة للثقافة العربية طوال عام كامل عام ١٩٩٥ وكان اختيار مدينة القاهرة عام ١٩٩٦ كأول عاصمة للثقافة العربية ثم تلتها تونس ثم الشارقة...، وبذلك تم اختيار العواصم السياسية للاحتفاء بها عواصم للثقافة العربية .

وأضافت إن كثير من أبناء أمتنا العربية لم يهتم بمتابعة البرامج الثقافية المنبثقة عن اختيار أي مدينة لتكون عاصمة للثقافة العربية، إضافة إلى جهل جمهور كبير من أبناء المدينة المختارة نفسها، وغياب المفهوم الدقيق لفكرة الفعالية مما أدى لضبابية الرؤية لدى عديد من القائمين على تنفيذ مشروع الاحتفاء في بعض المدن العربية المختارة مما أثر سلباً على الفعاليات المقامة وأنواعها .

وبينت أ. أنوار جريد معايير اختيار عاصمة الثقافة الإسلامية، ومنها أن تكون المدينة المرشحة لها وضع تاريخي وشهرة علمية، وأن تكون لها مساهمة واضحة في الثقافة العالمية من خلال الثقافة الأدبية والأعمال الفنية، وفيها مراكز للبحث العلمي الخاص بها، ويكون مقصد للباحثين في مجالات العلم المختلفة، إضافة إلى أن يكون الترشيح مرفق بدراسة مفصلة عن المدينة.

وعلى صعيد اختيار العواصم الثقافية  المحلية وضحت أ. دعاء أبو مدين معايير اختيار عاصمة الثقافة الاردنية الأردنية التي انحصرت في توفر البنية التحتية من المسارح والندوات المقامة وصالات العروض الفنية والمكتبات والمراكز البحثية لتطوير وتنمية المجتمع والجامعات والبيوت التراثية، إضافة إلى مدى استيعاب القطاع الخاص للوسط الثقافي والمبدعين والأثر الثقافي للمبدعين والرموز الثقافية من أبناء المدينة وانتاجهم الإبداعي، بالإضافة للأهمية التاريخية والثقافية والسياحية والانتشار الثقافي السياحي والإعلامي والعلاقات الثقافية محليا وعربيا ودولياً للمدينة المرشحة .

واختتم غنيم الفعالية بالحديث عن فكرة عاصمة الثقافة الفلسطينية وأهميتها في خلق مشهد ثقافي فاعل من خلال العمل الجماعي الضخم، ذلك أن أي مدينة تنال شرف تتويجها عاصمة للثقافة ستسعى بلديتها ومراكزها الثقافية وجامعاتها وكلياتها ومؤسساتها للعمل بقوة من أجل أن تكون مدينتهم على مستوى عاصمة الثقافة العربية أو الإسلامية أو الفلسطينية.

وأكد غنيم أن إعادة تفعيل فعاليات عاصمة الثقافة الفلسطينية تتطلب منافسة شريفة تتقدم لها البلديات بشكل رئيس، ويتم الاختيار بناء على معايير منها: حجم الموازنة المخصصة، ووجود المناطق الأثرية، ووجود رموز ثقافية وعلمية، ومراكز ومؤسسات ثقافية فاعلة، وتقديم خطة سنوية منافسة تتميز بالجودة والكثرة، إضافة إلى سجل حافل من التفاعل مع العواصم الثقافية السابقة، من باب الحث على التفاعل الفلسطيني العام مع الفكرة.

وأوصى المشاركون في الورشة بالتأكيد على أدبيات فقدتها بعض العواصم الثقافية، منها احترام مواعيد تسليم الراية من عاصمة لأخرى، بحيث تتم الاستفادة من كل يوم من أيام السنة من أول يناير حتى نهاية ديسمبر، حيث شهدنا احتفالات متأخرة باستلام راية عاصمة الثقافة قد تصل إلى نهاية الربع الأول من العام.

 إضافة إلى وضع خطة خمسية للعواصم الثقافية القادمة، بحيث تكون كل عاصمة على علم مسبق بالعام الذي خصص لها.

كما أوصى المشاركون برفع وقائع هذه الورشة والتوصيات والمعايير للجهات المعنية: الحكومة والثقافة والحكم المحلي والبلديات، للبدء بتفعيل الفكرة وتنفبذها في الأول من يناير عام2023.

المصدر / فلسطين أون لاين