يعيش الفلسطينيون في الضفة الغربية اليوم في كانتونات معزولة ومفككة عن بعضها، في شكل من أشكال استمرار الاحتلال الإسرائيلي الذي استغل صدور قرار التقسيم رقم 181، الذي يقضي بإنشاء دولة يهودية وأخرى عربية على أرض فلسطين.
وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1947 بموافقة 23 دولة ورفض 13، وامتناع عشر دول عن التصويت.
وعلى الرغم من أنّ القرار الجائر الذي منح اليهود فرصة الاستيلاء على 55% من مساحة فلسطين، فإنّ دولة الاحتلال لم تكتفِ بهذه النسبة، ونفّذت عصاباتها عشرات المجازر بحقّ الفلسطينيين لطردهم من ديارهم حتى باتت تستولي اليوم على أكثر من 85% من مساحة فلسطين، وتعيث الخراب والدمار بحقّ الإنسان والشجر والحجر فيما تبقَّى من مساحة من أرض فلسطين.
المتخصص في الشأن الإسرائيلي ومؤلف كتاب جرح النكبة النازف د. إبراهيم أبو جابر، قال إنّ الشعب الفلسطيني في ذكرى التقسيم يدفع فاتورة باهظة بدأت بسلسلة من المذابح الإسرائيلية التي نُفّذت بحقه واحتلال أرض فلسطين بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس ثم بداية الاستيطان وبعدها بناء الجدار العنصري.
وأضاف أبو جابر لصحيفة "فلسطين": "كان من المفترض أن تكون للفلسطينيين دولة، إلا أنّ الفلسطينيين حتى اليوم يعيشون تحت أعتى احتلال في العالم بل هو الاحتلال الوحيد المتبقّي في هذا العالم".
مختار عرب الرماضين الجنوبي جنوب قلقيلية أشرف شعرة، يقول: "حياتنا خلف الجدار العنصري يمكن وصفها بحياة السجين داخل السجن، فنحن هنا بعد صدور قرار التقسيم بخمس سنوات، وبعد أكثر من سبعة عقود على صدوره نعيش في كانتونات معزولة، ندخل ونخرج من قُرانا عبر بوابات عنصرية".
في حين يقول مختار منطقة عرب الرماضين الشمالي شرق قلقيلية قدر جخارمة: "من يُشاهد واقعنا يُصاب بالدهشة والصدمة، فمن فوقنا معسكر ومستوطنة وعلى المدخل بوابة عنصرية وعلى بُعد أمتار طريق التفافي للمستوطنين والجيش وبعدها مقر عسكري للارتباط العسكري الإسرائيلي، وعند ذهاب أطفالنا للمدارس يضطرون إلى تجاوز كل هذه القيود. هذا الأمر لا يطاق".