فلسطين أون لاين

شاركت فيه شخصيات عربية ودولية

مؤتمر يوصي المجتمع الدولي بإنهاء حصار غزة الممتد منذ 16 عامًا

...
مؤتمر يوصي المجتمع الدولي بإنهاء حصار غزة الممتد منذ 16 عامًا
غزة/ أدهم الشريف:

  • نعيم: الحصار أداة للمشروع الصهيوني والاحتلال يهدف لتمزيق شعبنا
  • الفرا: جريمة العقاب الجماعي لسكان غزة مستمرة بدعم من الرباعية الدولية
  • ألبانيز: الاحتلال لا يريد منح الفلسطينيين إرادة سياسية ويسعى لنفي هويتهم

أوصى مؤتمر سياسي، أمس، المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بالقيام بدورهما ومسؤولياتهما، وتلبية تطلعات أزيد من مليوني نسمة تواقين لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم في غزة منذ 16 سنة متتالية، وقد ترك تداعيات خطيرة على الأوضاع الإنسانية في القطاع الساحلي.

وشدَّد المشاركون في المؤتمر الدولي، على ضرورة تحقيق ذلك، لأن من شأنه أن يخفف المعاناة عن سكان القطاع الذي لا تزيد مساحته على 365 كيلومترًا مربعًا.

وعقد مجلس العلاقات الدولية المؤتمر بعنوان "16 سنة على حصار غزة.. التداعيات والآفاق"، بالتعاون مع لجنة العمل الحكومي، بمشاركة شخصيات حكومية وعربية ودولية وإعلامية ونقابية وأكاديمية، وتضمن 3 جلسات أساسية خصصت لثلاثة محاور مختلفة، أولها: تداعيات الحصار على غزة، وثانيها: تجارب كسر الحصار، والثالث: مستقبل الحصار، كما تضمنت كل جلسة تقارير وأبحاثًا وأوراق عمل لمسؤولين ومتحدثين ومتخصصين ومحللين عرب ودوليين.

وأدان جميعهم بشدَّة، خلال المؤتمر، الذي جاء قبل 24 ساعة من اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يوافق اليوم، استمرار الحصار الذي طال مناحي الحياة كافة في القطاع، مطالبين المجتمع الدولي باعتبار حصار غزة جريمة ضد الإنسانية وعملية إبادة جماعية ممنهجة تستدعي إنهاءه.

وشددوا على ضرورة إدراج جريمة الحصار أمام المحاكم الدولية لمحاسبة قادة الاحتلال على كل الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، موصين المجتمع الدولي أيضا بعدم النظر للقضية الفلسطينية وحصار قطاع غزة من منظور إنساني فقط، فالحصار هو تعبير عن صراع سياسي وحقوقي، مع ضرورة وقف الصمت الجائر تجاه جرائم الاحتلال في الأراضي المحتلة، والتحرك بإجراءات فاعلة لرفع الحصار فورًا وبدون شروط.

أدوات الاحتلال

وأكد رئيس مجلس العلاقات الدولية د. باسم نعيم، أن الاحتلال منذ احتلاله فلسطين سعى إلى تحقيق هدفيْن رئيسييْن؛ الأول تمزيق الشعب الفلسطيني، والثاني كسر إرادته، عادًّا أن الحصار المفروض أداة من أدوات "المشروع الصهيوني"، لكن حصار غزة كان الأطول زمنًا، وسعى الاحتلال من خلاله إلى تحويله القطاع إلى أكبر سجن في العالم، دون مراعاة لأي نوع من الحقوق.

وبيَّن نعيم خلال المؤتمر، أن المواطنين فقدوا الأمن الوظيفي والغذائي، وارتفعت نسبة البطالة إلى 60 بالمئة بين الشباب، مشيرا إلى أن 80 بالمئة من سكان غزة يعتمدون على المساعدات، بسبب الحصار الطويل والخانق.

وعدَّ الحصار جريمة إبادة جماعية، ويشكل تدميرًا لكل أوجه الحياة، وقد خلق أزمة في شتى المجالات، في المقابل لم يمنع أحد الاحتلال من ارتكاب الجرائم، ولم يلاحقه المجتمع الدولي، مبينًا أن التقارير الأممية وبشكل متواصل تؤكد عنصرية الاحتلال، وتوثق جرائم الحرب، وانتهاكاته ضد حقوق الإنسان.

وتابع: "الحصار المفروض على غزة جريمة بالمعنى القانوني والسياسي والإنساني، ويجب تضافر الجهود في الداخل والخارج لإنهائه وتحقيق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية".

محدودية الموارد

وقال نائب رئيس متابعة العمل الحكومي بغزة د. محمد الفرا:، إن قطاع غزة يعد من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في العالم، إذ يسكنه أكثر من م2 مليوني نسمة في شريط ساحلي ضيق، مشيرًا إلى أن أكثر من 50 ألف مولود بغزة سنويًّا، تزامنًا و مع ندرة الموارد والانقطاع الكامل عن باقية الأراضي الفلسطينية بسبب الاحتلال، ونتج عن ذلك محدودية الموارد بغزة.

وأضاف الفرا خلال المؤتمر: أن الحصار استمر 16 سنة بدعم من الرباعية الدولية، وقد شكل عقابًا لأبناء شعبنا، بعد الانتخابات التشريعية التي أجريت بحضور مراقبين دوليين مطلع 2006.

ولفت إلى العجز في الطاقة الكهربائية والذي يصل إلى لـ 50 بالمئة، وأيضًا إلى إجراءات الاحتلال لسلب المياه الجوفية.

وأكد أن الحروب العدوانية على غزة دمرت العديد من البيوت وأدت لارتقاء الآلاف، وتدمير البنى التحتية والمنشآت التجارية،  ما فاقم الظروف المعيشية، منبهًا إلى أن تقارير أممية أكدت أن غزة غير قابلة للحياة.

واتهم الفرا الرباعية الدولية بأنها شريكة في حصار غزة.

من جهتها، قالت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967، فرانشيسكا ألبانيز:، إن فكرة الحصار والتقسيم والتقطيع التي يستخدمها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية يجب أن تتغير.

وأضافت خلال المؤتمر: إأن الاحتلال لا يريد منح الفلسطينيين إرادة سياسية، وهو يقمع أي شكل من أشكال الحرية، مع محاولاته المستمرة لإبعاد الهوية الفلسطينية عن الأراضي المحتلة.

وتابعت: "للفلسطينيين حق الاعتراض على ما يمارسه الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، والمجتمع الدولي عليه أن يقف في وجه الاحتلال بسبب استحواذه المستمر على المزيد من أراضي الفلسطينيين".

وقال وكيل وزارة التنمية الاجتماعية د. غازي حمد:إ إن تداعيات الحصار طالت الجميع، مشيرًا إلى أن بعض الدول لديها التزامات بالقانون الدولي، لكن الاحتلال لم يكن لديه أي التزام بأي جانب قانوني على الإطلاق، بل إنه مارس العديد من الجرائم.

ونبَّه حمد إلى أن الاحتلال لا يريد السماح بإيجاد بنية اقتصادية قوية بغزة، وهو يسعى إلى إبقاء استمرار الشعور بالحصار وتداعياته والحرب، وهذا يؤثر في نفوس المواطنين.

وتابع: "لدينا مشاكلات في جميع القطاعات الاجتماعية والاقتصادية، وكسر الحصار هو كسر للاحتلال، ولتحقيق ذلك نحن بحاجة إلى خطط وعمل وتفكير جدي وإبداعي".

عقاب جماعي

وعدَّ مدير مركز حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية د. محسن أبو رمضان، الحصار المفروض على غزة "شكلاًا من أشكال العقاب الجماعي، وهو يخالف اتفاقية جنيف الرابعة، والقوانين الدولية".

وأضاف أبو رمضان خلال المؤتمر: الاحتلال يسعى إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي المحتلة، وحصر المواطنين في تجمعات معزولة.

وأشار إلى أن الحصار فرض في 2007، ورافقه شروط فرضتها الرباعية الدولية وشمل ذلك الاعتراف بالاتفاقات الموقعة، وهذا غير مقبول بالنسبة لشعبنا، ونتيجة لذلك فرض الحصار، وتلاه إعلان المجتمع الدولي قطاعَ غزة منطقةً معادية.

وذكر أن الاحتلال دمر الأبراج والورش والمزروعات والبنى التحتية، خلال في الحروب العسكرية على غزة، وقد أوجد الحصار معدلات عالية في نسبة البطالة، وبلغت نسبتها بين القوى العاملة 48 بالمئة، في حينما وصلت نسبة الفقر إلى 60 بالمئة، ونسبة الفقر المدقع إلى 26 بالمئة، مبينًا أن 80 بالمئة من المواطنين يتلقون مساعدات من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وبرنامج الغذاء العالمي، إضافة إلى تراجع نسبة مساهمة القطاع الصناعي، وتداعيات وآثار كبيرة لحقت بقطاع الصيد أيضًا.

وقالت الناشطة الشبابية والإعلامية ربا العجرمي، إن الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة في حصاره لغزة، وكذلك في القدس والضفة الغربية المحتلتيْن،  من خلال بالمداهمات والاستيطان والانتهاكات اليومية.

وذكرت العجرمي خلال المؤتمر، أن من بين كل 100 شاب وشابة بغزة 18 من حملة الشهادات العليا، ويقابل ذلك انعدام الفرص، وركود الاقتصاد، وازدياد البطالة.

صمود وثبات

وقال رئيس قافلة أميال من الابتسامات والناشط الدولي في كسر الحصار عن غزة عصام يوسف: إن "مهمتنا نحن الكفلسطينيين أن نبقى صامدين ثابتين، وأن نقاوم بكل وسيلة متاحة مشروعة لنا، وبليهالتالي كل ما نقوم به من جهود في محاولات لإنهاء هذا الحصار الظالم غير الأخلاقي والإنساني والقانوني هو مهمة أساسية لشعبنا قبل غيره".

وأضاف يوسف خلال المؤتمر في كلمة مباشرة من لندن: إن الحصار سياسة إسرائيلية لعزل القضية الفلسطينية بكاملها عن العالم، إذ يحاول الاحتلال إظهارنا أننا المعتدون بينما لكن في الحقيقة هو المعتدي والقاتل لشعبنا، لذا نحن مطالبون في كل الأوقات بلكسر هذا الحصار بكل السبل والإمكانات.

وأشار إلى اجتماع لتحالف أسطول الحرية في بريطانيا، ولجوء القائمين على هذا التحالف إلى شراء سفينة، مشيرًا إلى أنه يستعد لجولة في أوروبا للتعريف بالقضية الفلسطينية قبل الانطلاق إلى غزة.     

تجارب تضامنية

وتحدث البروفيسور باسياس فانغيلاس، وهو أحد المتضامنين مع القضية الفلسطينية من اليونان، عن تجربته في الوصول إلى غزة بواسطة سفينة تضامنية عبر البحر، ومعه عدد من المتطوعين والمتضامنين.

وأشار فانغيلاس في كلمة مباشرة خلال المؤتمر، عن تجربته أيضًا في محاولة الوصول إلى لغزة مجددًا من خلال أسطول الحرية الذي داهمته بحرية الاحتلال نهاية مايو/ أيار 2010، وتسببت باستشهاد 10 متضامنين دوليين.

وبين أن أسطول الحرية ضم مئات المتضامنين من مختلف دول العالم، موصيًا بالبدء في التخطيط لتسيير أسطول جديد لغزة يهدف إلى كسر الحصار البحري.

وتحدثت جولداين سونميز، من تركيا، عن تجربتها في الوصول لغزة عبر قافلة برية، برفقة متضامنين دوليين، وكانت من المسؤولين عن تسيير القافلة.

وأضافت خلال المؤتمر، أنها شاركت في أسطول الحرية، وكانت على متن سفينة مرمرة، وقد كانت من الشخصيات التي تولت مسؤولية كبيرة في توثيق جريمة الاحتلال من ناحية قانونية.

وأشارت إلى انتزاع قوانين لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين في أكثر من دولة أجنبية، مؤكدة أن الحصار المفروض على غزة جريمة ضد الإنسانية.

وتحدث نائب الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن وائل السقا، عن دور المؤسسات النقابية الأردنية في محاولات كسر حصار غزة، مؤكدًا ضرورة استمرار العمل لكسره وإنهائه بالكامل.

وقال المدير العام لالعلاقات العامة والإعلام في وزارة التربية والتعليم أحمد النجار، إن قضية حصار غزة ملا زالت حاضرة في أذهان أحرار العالم، وهم يقومون بدورٍ لا تقوم به أنظمة متواطئة مع الاحتلال.

وأضاف النجار خلال المؤتمر، وهو صاحب تجربة كبيرة في التواصل مع الوفود التضامنية: على الرغم من الظلم الكبير الذي يمارسه الاحتلال فإإلا أن هذه الوفود تسببت في بتصدع في جدار الحصار، وتمكن بعضهم من الوصول إلى لغزة، وحالت غطرسة الاحتلال وعنجهيته دون وصول العدد الأكبر منهم.

وقال الرئيس التنفيذي لحزب "الشين فين" الإإيرلندي ديكلان ديكرني:، إن حصار غزة كارثة إنسانية وسياسية كبيرة، وجعل القطاع أكبر سجن مفتوح في العالم.

وأضاف ديكرني خلال المؤتمر: لا يوجد دفاع سياسي وإنساني لاتخاذ خطوات فعلية من المجتمع الدولي في ظل تدمير حياة المواطنين بغزة، مردفا: يجب إيجاد إاستراتيجية سياسية فاعلة داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، تسندها وحدة وطنية بين غزة والضفة.

وتطرق وكيل وزارة الأشغال ناجي سرحان، إلى الجهود الحكومية في التعامل مع آثار الحصار طيلة السنوات الماضية في مختلف التخصصات والمؤسسات الحكومية، مبينًا أنها تعاملت بما يتوفر لديها من إمكانيات لتعزيز صمود المواطن، وضبط وتنظيم سوق العمل، وتوفير برامج عمل مؤقت.

وطالب رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" صلاح عبد العاطي ببذل الجهود الممكنة على كل لالمستويات لضمان مساءلة الاحتلال على جرائمه، مطالبًا بجهد وطني وعربي ودولي أكبر في مجال رفع الحصار المفروض على غزة.