تساءلنا في مقال الأمس عن مستقبل الضفة الغربية في ظل حكومة يمين متطرف بقيادة نتنياهو وشراكة سموتريتش وابن غفير، وحددنا ملامح المستقبل القادم ووصفناه بالمستقبل الشرس، ولم نشأ وصفه بالمظلم لأنه لا ظلمة فيه، بل هو شديد الوضوح ولكنه عدواني شرس ضد الضفة الفلسطينية ومن يسكنها!
واليوم نتساءل عن مستقبل العلاقة الإسرائيلية مع الأردن الشقيق في ظلّ هذه الحكومة المتطرفة، وهل ثَم حالة عدوانية شرسة ستغزو الأردن في الأيام القادمة، بعد تنصيب حكومة ابن غفير؟ وما ملامح هذه الحالة المستقبلية؟
نعم، ذهب الأردن لتهنئة نتنياهو بالفوز، ولكنها تهنئة الخائف من القادم الجديد بمكوناته الشرسة، وتهنئة الباحث عن سياسة ناعمة تمنع من توزير ابن غفير في وزارة الأمن الداخلي، ولكن هذه السياسة الناعمة فشلت في تحقيق الأهداف الأردنية، وبات ابن غفير وزيرا مشكلا للقيادة الأردنية، ووجه الإشكال في نقاط محددة:
١- إن ابن غفير يؤمن بالترانسفير، وبالأردن الوطن البديل، ومن ثَم (أردنة) مشاكل سكان الضفة إن صحّ هذا التعبير!
٢- إن ابن غفير ينادي باعتقال موظفي الأوقاف الأردنية في المسجد الأقصى، وكفّ يد الأردن عن الإشراف عليه، وتشجيع المستوطنين والمتدينين على اقتحام الأقصى، والبدء في عملية التقسيم المكاني والزماني له. وهذا يضر بالمصالح الأردنية، ويتناقض مع سياسة المملكة في المسجد الأقصى!
٣- إن ابن غفير سيكون مشرفًا مباشرًا على الاستيطان تشريعًا وتوسيعًا ورعاية، وسيعيد من خلال منصبه البؤر الاستيطانية العشوائية التي فككتها حكومات سابقة، وسيدعم إنشاء بؤر جديدة! وفي هذا إضرار مباشر بالموقف الأردني، وبالسلطة الفلسطينية، ونتنياهو لا يمانع هذه السياسة، بل يدعمها!
٤- إن ابن غفير يطالب بضم الضفة الغربية إلى (إسرائيل)، إن لم يكن كلها في المرحلة الأولى فجزء منها، يمهد لضم البقية لاحقا، وهو يلتقي في الضم مع سياسات نتنياهو، التي تتجه لتنفيذ عملية ضم ٣٠٪ من الضفة في ظلّ حكومته الحالية!
هذه الملامح العامة ذات أسنان شرسة ستنهش المصالح الأردنية، وتنقل بعض مشاكل الضفة للأردن، والأردن لا يملك أوراقا قوية أو دولية لمواجهة هذه التداعيات الخطيرة، وفي الوقت نفسه لا يقدر الأردن على الصمت وإغلاق العينين، بل لا بد له من التحرك لمنع التداعيات المؤلمة، ومواجهة شراسة ابن غفير وسموتريتش وشباب اليمين الصهيوني المتطرف.
الأردن يواجه الآن سياسة مسكونة بمصائب جديدة لم تكن من قبل، والسلطة الفلسطينية تواجه مصائب مماثلة في الشراسة، فهل تجمع المصائب المصابين معًا على سياسة واحدة تمنع التداعيات، وتسقط حكومة الثلاثي المتطرف، أو تكسر شراسته على أقل تقدير؟! هل ثَم نية لفعل ذلك؟! وهل ثَم قدرة على ذلك؟! أتمنى، فهل ما نتمناه يمكن أن يتحقق؟!