يخوض رافايل لياو مونديال قطر وعالم كرة القدم تحت قدميه إذ تشخص عيناه إلى كأس العالم، حيث يبدو أحد أبرز النجوم الصاعدين في أوروبا مستعداً لارتداء عباءة مواطنه كريستيانو رونالدو مع أفول نجمه مع منتخب البرتغال.
تطوّر لياو، ابن الـ 23 عاماً، من لاعب شاب موهوب مع أداء غير مستقر إلى جناح متألق وعامل أساسي في الفوز، ليساهم الموسم الماضي في تتويج ميلان بلقب الدوري الإيطالي.
ساعدت أهداف لياو (7) وتمريراته الحاسمة (10) في جميع المسابقات هذا الموسم، على إعادة "روسونيري" إلى دائرة الصراع في سعيه للاحتفاظ بلقب الـ"سكوديتو" وبلوغ دور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا وذلك للمرة الأولى منذ تسعة أعوام، وتحديداً منذ عام 2014.
يتميّز لياو بتحركاته السريعة وبتوازنه داخل المستطيل الأخضر، في حين صقل موهبته باشراف المدرب ستيفانو بيولي ليتحوّل إلى ممرّر حاسم وهداف ويصبح قبلة أنظار عشاق الكرة المستديرة في كل مرة يشارك فيها بقميص نادي مدينة ميلانو.
ومن بعض النواحي، تعكس مسيرته الفتيّة صورة طبق الأصل عن السنوات الأولى لمواطنه المخضرم رونالدو (37 عاماً) والذي انتهى الثلاثاء مشواره مع مانشستر يونايتد الإنكليزي ويمر في مرحلة تراجع سريع إن كان من ناحية الأداء أو مكانته في كرة القدم العالمية، ليعتبر البعض أن "سي آر 7" وصل إلى نهاية مسيرته الكروية في الملاعب.
اعتُبر رونالدو في بداياته مع يونايتد منذ ما يقرب من عقدين من الزمن لاعباً استعراضياً، مراهقاً صُقلت موهبته بذهب خام قبل أن يتحول إلى آلة لتسجيل الأهداف وفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات مع سجل مثقّل بالألقاب والإنجازات.
قال لياو لشبكة "دازون" للبث التدفقي في آذار/مارس قبل الفوز بلقب الدوري الإيطالي "لقد حققت قفزة نوعية بفضل وصول (المدرب) بيولي (في عام 2019) ... لقد منحني العقلية الصحيحة وشجعني دائماً على الإيمان بنفسي".
وأضاف "أخبرني دائماً أنني موهوب ولكني لا أملك عقلية الفوز، وأنه إذا أردت الوصول إلى نفس مستوى (الفرنسي كيليان) مبابي أو رونالدو، فأنا بحاجة لإحداث تأثير في كل مباراة".
وعلى غرار مواطنه، خطا لياو خطواته الأولى مع فريق سبورتينغ وتمت مقارنته مع مبابي، علماً أن نجمي يونايتد وباريس سان جرمان الفرنسي هما المثال الأعلى للشاب البرتغالي.
رونالدو المُلهم
اعتبر المدرب السابق لفريق الشباب في سبورتينغ تياغو فرنانديش في عام 2019 أن لياو كان أفضل لاعب في تاريخ أكاديمية النادي، لا بل أفضل من رونالدو كلاعب شاب.
وعن هذه الحقبة يقول لياو في آذار/مارس "أردت أن أظهر للجميع من أنا، حتى لو لم أكن هدافاً حقيقياً مثل مبابي أو رونالدو" و"هذان هما المهاجمان اللذان أدرسهما على (موقع) يوتيوب وهما مصدر إلهامي. أريد أن أصل إلى مستواهما".
ظهر لياو للعيان اثر انتقاله إلى ليل الفرنسي (2018-2019) بعدما عمد إلى إنهاء عقده مع سبورتينغ من طرف واحد في عام 2018، الامر الذي حدا بالمشجعين إلى اجتياح ملعب التدريب تعبيراً عن رفضهم لمغادرة اللاعب الشاب.