فوز منتخب المملكة العربية السعودية على منتخب الأرجنتين في مونديال قطر ٢٠٢٢م يدخل الفرحة إلى كل بيت من بيوت المملكة. الفوز السعودي كان فوزًا كبيرًا، والأهم من ذلك أنه فوز لم يتوقعه المراهنون. منتخب الأرجنتين الذي يقوده اللاعب الدولي ميسي لم يكن يتوقع الهزيمة. وكان يرى أنه سيحقق فوزًا سهلًا على منتخب المملكة.
جاءت رياح في الملعب لكن على غير ما تشتهي سفن الأرجنتين. كانت رياح الملعب خضراء دافئة بدفء صحراء الجزيرة، ونقية بنقاء مياه زمزم والحرم، فكان الفوز الكروي الجميل، الذي أشعل أشجانًا وأشجانًا لا عند محبي لعبة كرة القدم، بل عند السياسيين، وعند العرب.
أمير قطر يرفع علم الأخضر ويهنئ الملك وولي العهد بالفوز. محمود عباس يهنئ الملك. إسماعيل هنية يهنئ الملك وولي العهد، وفي غزة ثَم فرحة كبيرة للأخضر. مشاعر الفرح بالكرة اختلطت بمشاعر سياسية تدفقت عفويًّا من المحتفين بغزة، فقد سمعت أحدهم يقول: الملك سيصدر عفوًا ملكيًّا عن رجال حماس المعتقلين بمناسبة فوز المملكة على الأرجنتين.
الملك سلمان الفخور بهذا الفوز أصدر مرسومًا ملكيًّا يعد فيه اليوم التالي للفوز يوم إجازة وطنية، لكي تدخل فرحة الفوز كل بيت سعودي، والكرة ليست بمعزل عن الوطنية، وقضايا السياسة، وقد يذهب الملك وولي العهد مذهبًا يدخل به الفرحة للبيت الفلسطيني الذي ينتظر مع كل مناسبة عفوًا ملكيًّا.
إن فرح فلسطين بفوز المملكة حرك الأمل فيما هو سياسي، ووطني، وقومي، كيف لا وقد شهد عدد من القادة حفل افتتاح المونديال، وهنأ قادة كثر المملكة بالفوز، واجتمع الكروي والسياسي والوطني والعربي على الفخر بالمنجز القطري، الذي بات منجزًا فريدًا لكل العرب، وهو منجز جيد لفلسطين التي حضرت بقوة في مونديال قطر، لا في مشاعر الوافدين للعب فحسب، بل وفي مشاعر القامين للمشاهدة والتشجيع، وأحسب أن قوة حضور فلسطين في قطر هو ما أغضب الصحافة العبرية، وجعلها تشتم قطر. كل الاحترام لقطر، وكل الاحترام للمملكة أيضًا، ومبارك لها ولنا الفوز، ولا تنسوا أن فلسطين تفرح لفرحكم.