ما من شك أن أدنى موازنة بين أداء السلطة الفلسطينية وأداء حكومة (إسرائيل) يكشف لنا أن السلطة تخوض وتلعب، على حين هي تزعم أنها تحرس الحقوق الفلسطينية وتعمل للدولة الفلسطينية! حكومة الاحتلال في كل يوم تتقدم في السيطرة على الضفة الغربية، ويسابقها في التقدم بهدف السيطرة النهائية جماعات المستوطنين.
حكومتهم تعمل، وقوى مجتمعهم الصهيوني تسابق الحكومة في الاستيلاء على الضفة. وسلطتنا تلعب، وتلوك الكلام الكبير، وقوى مجتمعنا الفلسطيني تتعرض للقمع، ويحذر عليها القيام بعمل يسبق عمل السلطة، أو يتعارض معه!
هذه الموازنة فرضتها على المقال تلكم التقارير التي تصدرت المواقع الإخبارية حول أكبر المشاريع الصهيونية لبناء القدس الكبرى، التي تتضمن (الأنفاق، والجسور، والطرق الرابطة للمستوطنات بالقدس)، إذ يتعذر على كل أحد تقسيم مدينة القدس إلى قسمين: شرقية وغربية، وبهذا تكون قد فرضت (إسرائيل) على الفلسطيني والعربي وعلى العالم أيضًا مدينة القدس الموحدة بحسب التخطيط الصهيوني لها.
سلطتنا تخوض وتلعب لأنها ببساطة لا تعمل شيئا للقدس، ولا لمنع أو عرقلة أعمال حكومات (إسرائيل) في القدس! القدس الكبرى باتت أمرًا واقعًا، وما تبقى رتوش، وسلطتنا ترفض ذلك نظريًّا، ولكن لا تعمل شيئا لمقاومة أعمال (إسرائيل). التقارير التحذيرية غير الحكومية لم تترك شيئا غير واضح ومكشوف أمام السلطة الفلسطينية صاحبة القرار، ومع ذلك لا نكاد نلمس للسلطة قرارا ذا مغزى، يعوق المخططات الصهيونية!
لماذا هم يعملون، ونحن نصرخ فقط؟! هل لأنهم هم أقوياء ونحن ضعفاء، أم لأنهم يؤمنون بقضيتهم، ونحن نتغافل عن قضيتنا، أو نخون قضيتنا؟! هم مجرمون لا شك في ذلك، ولكن هل نحن منهزمون؟! هل بلغت الهزيمة أعماق نفوسنا؟! وإذا لم نكن كذلك فبماذا يمكن أن نصف أنفسنا دون مكياج؟! من لا يؤمن بقضيته ولا يعمل لها، ويعيش على الصراخ من عمل عدوه، يراكم الفشل، ويرحل مذموما مدحورا، ولا يترحم عليه أحد!