تسبَّب عدم بث هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" حفل افتتاح كأس العالم في قطر على الهواء مباشرة، الأحد، بموجة انتقادات من العديد من عُشّاق الرياضة.

وكانت "بي بي سي" اتخذت قرارها على خلفية الاتهامات المزعومة ضد قطر فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان، وعليه عرضت الحفل عبر الإنترنت فقط.

واتهم رواد مواقع التواصل الاجتماعي "بي بي سي" بـ"ازدواجية المعايير"" وتساءلوا عن سبب عدم عرض الحفل مباشرة على شاشاتها، اتّباعًا للنهج ذاته عندما أقيمت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 في الصين وكأس العالم 2018 في روسيا.

واستعاضت "بي بي سي" عن حفل الافتتاح ببث مقدمة مصورة مطولة لغاري لينيكر مذيع "بي بي سي" وأحد أساطير كرة القدم الإنجليزية، سلط خلالها الضوء على بعض القضايا الحقوقية التي تواجهها الدولة الخليجية، بما في ذلك سجل حقوق الإنسان في البلاد، ومعاملة العمال المهاجرين، وتسليط الضوء على حظر المثلية الجنسية في الدولة المضيفة.

وتوجه لينيكر قبل أيام إلى قطر لتغطية فعاليات المونديال، وعنونت "بي بي سي" حينئذ "لينيكر يتوجه إلى قطر للتغطية الصحفية وليس من أجل الدعم".

واعتراضًا على ذلك الموقف والاتهامات المزعومة لقطر، شارك مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع قصة صحفية نشرتها صحيفة " ديلي ميرور" تستعرض الثمن البخس الذي دُفع للعمال التايلنديين الذين نسجوا قميص المنتخب البريطاني لكأس العام في قطر.

وذكرت الصحيفة أنه تم دفع جنيهًا إسترلينيًّا واحدًا في الساعة للعمال، بينما يتم بيع القميص بنحو 115 جنيهًا إسترلينيًّا (136 دولارًا أمريكيًّا).

والسبت الماضي، دافع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" جياني إنفانتينو، عن قطر ضد ما وصفه بـ "النفاق" الغربي، ردًّا على انتقادات استضافة الدولة الخليجية لبطولة كأس العالم 2022.

وقال في تصريحات إعلامية "على أوروبا أن توقف الانتقادات وتُركّز على تحسين ظروف المهاجرين، ما كنا نفعله نحن الأوروبيون منذ 3000 سنة، يجب أن نعتذر عنه لمدة 3000 سنة قادمة قبل أن نبدأ في إعطاء دروس أخلاقية".

ونظّمت قطر، أمس، "افتتاحًا أسطوريًّا" لكأس العالم 2022، في احتفالية جمعت بين الأصالة والحضارة مع تسليط الضوء على ضرورة قيم تقبُّل الآخر والتكامل بين جميع الشعوب.

وشهد حفل الافتتاح لوحة فنية جمعت بين النجم الأمريكي مورغان فريمان والشاب القطري غانم المفتاح، سفير النوايا الحسنة المصاب بـ"متلازمة التراجع الذيلي".

وظهر فريمان في حوار مع الشاب القطري من أجل إحلال السلام العالمي، والتأكيد على حوار الحضارات بين الشرق والغرب مهما اختلفت الثقافات بين الشعوب.

وتُعدُّ قطر أول دولة عربية وإسلامية في منطقة الشرق الأوسط تتمكن من كسر احتكار الغرب لتنظيم بطولات كأس العالم.