فلسطين أون لاين

حسب قطر أنها الأولى

قطر دولة محدودة المساحة، قليلة السكان، في بيئة طبيعية تتصف بدرجات حرارة عالية معظم أيام السنة. بيئة تكاد تكون صحراوية المناخ بالرغم من حداثة العمران. 

قطر الأمير والحكومة والدولة تمكنت من التغلب على معوقات البيئة والجغرافيا بالإرادة. أراد أمير قطر الوالد الذي تمكن من نزع تصريح من الفيفا قبل بضع سنوات لإقامة مونديال ٢٠٢٢م في قطر.

الأمير الوالد وضع حجر الأساس في بنية مونديال ٢٠٢٢م الذي افتتح أنشطته أمس الأمير الابن في مدرج البيت، بحضور لفيف من القادة، منهم الرئيس التركي، والرئيس المصري، وولي العهد السعودي، وغيرهم. 

في ستاد كرة القدم (البيت) القطري الذي يتسع لـ(٦٠) ألف مشاهد، ويشاهدهم عبر الفضائيات الناقلة للحدث الكروي الضخم عشرات الملايين في العالم، قدمت قطر نموذجًا فذًّا للإرادة العربية البصيرة، وللدولة ذات الرؤية والإرادة، وأثبتت للعالم أن الإنسان المؤمن بقضيته أقوى من البيئة ومن الجغرافيا، فلا يحبط عملَه طقس حار، ولا تعيق نجاحَه جغرافيا محدودة.

قطر بما أنفقت من مال لإعداد مواقع الأنشطة الرياضية، وأعدتها أحسن إعداد، حتى نالت به إعجاب دول العالم وذوي الخبرة والاهتمام، تقول للذين يزدرون العربي والأداء العربي الحديث: على رسلكم، في العرب ما يمكن أن يفتخر به أهل الفخر والإنصاف، والذين تصفونهم بأهل الصحراء يمكن أن يقدموا المفيد للعالم، كما قدم أجدادهم العرب المسلمون، يوم كانوا سادة العالم.

ثمة معانٍ ذات قيمة معنوية عالية رسمتها قطر، ورسمها حفل الافتتاح، وسيكون لها ما لها مستقبلا، وستَلحق دول عربية أخرى بقطر قريبا، وستكون المنافسة رائعة ومفيدة، وحسب قطر أنها كانت الأولى، وحسب شعب قطر أن يفرح بهذه البنية المادية، وإن كانت مكلفة ماليا، فالمال ذاهب، والبنية باقية.