شكَّل وزير الأسرى الراحل وصفي قبها سندًا حقيقيًّا للأسرى وعائلاتهم وللمعتقلين السياسيين في سجون السلطة، فكانت لا تفوته وقفة مساندة رغم حالته الصحية ولا يتوقف عن زيارة عائلات الأسرى والمعتقلين السياسيين، وعندما كان أسيرًا في سجون الاحتلال كان يشارك الأسرى تفاصيل حياتهم اليومية.
تولَّى الوزير الراحل وصفي قبها وزارة الأسرى في الحكومة الفلسطينية العاشرة التي شكلتها حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتولَّى أيضًا وزارة الحكم المحلي ووصفته الصحافة المحلية بالوزير الفقير الذي يجوب المحافظات بوسائل نقل عامة.
زوجته أم أسامة تقول لصحيفة "فلسطين": "كان هم زوجي الوحيد الأسرى وعائلاتهم ومساندتهم، فقد أمضى في سجون الاحتلال ما يقارب الـ20 عامًا، في حين أمضى شقيقه أمجد نحو 18 عامًا في السجون، ومن حقد الاحتلال عليه حرمه من وداع أمه ومرافقة جنازتها في مسقط رأسها في قرية برطعة الشرقية الواقعة خلف الجدار إذ أُبعِد عن مسقط رأسه".
اقرأ أيضًا: "الرشق": في ذكرى رحيل قبها تتحقّق أمنيته بوحدة بنادق المقاتلين في الضفة
وأضافت: "كما أن زوجي الراحل كان لا يعرف طعم الراحة، وبعد تحرره مباشرة من كل أسر يكون في الميدان ولا يعرف الكلل ولا الملل، وأُطلِقت النار عليه أكثر من 20 مرة ولم يتوقف عن دعم ومساندة المعتقلين السياسيين والأسرى في سجون الاحتلال، وكان يعود إلى المنزل في كل يوم متأخرًا لانشغاله في نشاطات وفعاليات تخص الأسرى وعائلاتهم وكان همه الوحيد تجميع طاقات حتى يكون هناك سند حقيقي للأسرى وعائلاتهم".
وتابعت: "وكان زوجي الراحل لا يخشى القمع والتهديد وإطلاق النار عليه، بل كان يزداد قوة وإصرارًا وتحديًا، ولم يرفع الراية البيضاء حتى في مرضه الأخير، ورفض قرار الاحتلال واختفى عن الأنظار حتى لقي ربه مدافعًا عن المظلومين وعن الأسرى وعن كل صاحب حق".
إخلاص صويص "أم عبد الله" زوجة القيادي في حماس الأسير عباس السيد من طولكرم والمحكوم بالسجن المؤبد المكرر 35 مرة، تقول لصحيفة "فلسطين": "الوزير الراحل قبها كان رجلًا بمعنى الكلمة لا يخشى في الله لومة لائم وفي وقفات الأسرى كان يتقدم الصفوف وأهالي طولكرم يستذكرونه في الوقفة الأسبوعية المتضامنة مع الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر، كما أن بيتنا كان يزوره باستمرار داعمًا ومساندًا لنا ولزميله الأسير عباس السيد، فهو السند الحقيقي لكل الأسرى دون تمييز لهم".
اقرأ أيضًا: لماذا زحفت الجماهير الفلسطينية لتشييع الوزير السابق وصفي قبها؟
وأضافت: "لم يكن قبها يفرق بين أسير وأسير بل كان شعاره الأسرى الأكرم منا جميعًا، وعلى الجميع دعمهم ومساندتهم على مدار الساعة، وكنا كعائلات أسرى نشعر بالقوة عندما يكون بيننا، فهو الرائد لأهله لا يخذلهم ولا يتخلى عنهم".
أما د. أسماء الحوتري زوجة الأسير رائد الحوتري المحكوم 22 مؤبدًا من مدينة قلقيلية، فتقول لصحيفة "فلسطين": "الوزير الراحل وصفي قبها زار بيتنا عدة مرات أيام العيدين وفي شهر رمضان، وكان وجوده بيننا له قيمة معنوية لا توصف، وكان صاحب رسالة يشيع الأمل والتفاؤل وكانت زيارته لنا محطة قوة لا ننساها فهي بارقة أمل في نفق مظلم".
النائب في التشريعي فتحي القرعاوي من محافظة طولكرم رافق الوزير الراحل وصفي قبها في الأسر وخارجه. يقول القرعاوي لـ"فلسطين": "مهما تحدثنا عن الوزير الراحل وصفي قبها فلن نوفيه حقه فعندما كان في الوزارة كان ينام فيها ولا يذهب إلى بيته فبيته الحقيقي المكان الذي يخدم الأسرى والمواطنين".
وأضاف: "كان الراحل قبها ينتقل من وزارة إلى وزارة في الحكومة العاشرة وكان في انعقاد دائم، فالأوضاع كانت طارئة والشعب الفلسطيني وحكومته محاصرة إلا أنه كان بمنزلة المحرر الذي لا يتوقف وكان يحثنا كأعضاء مجلس تشريعي على العمل رغم كل الظروف وعدم الاستسلام للواقع الذي نعيشه".