فلسطين أون لاين

تقرير حيُّ بئر أيوب.. جارُ الأقصى الذي يُواجِه التهويد الإسرائيلي

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ محمد أبو شحمة:

يوميًّا تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، حيَّ "بئر أيوب" المُلاصق للمسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بإطلاق الرصاص الحي على سكانه، واعتقال العديد منهم.

وتُريد سلطات الاحتلال من تَواصل انتهاكاتها بحقّ حي "بئر أيوب"، إخراج سكانه وإحلال المستوطنين بدلًا منهم، نظرًا لأهميته التاريخية، إضافة إلى قربه الكبير من المسجد الأقصى.

ويوجد "بئر أيوب" البالغة مساحته ما يزيد على 200 دونم في بلدة سلوان، وهو واحد من 12 حيًّا بالبلدة التي تتعرض لتهويد واعتداءات متواصلة من قِبل سلطات الاحتلال، والجمعيات الاستيطانية.

اقرأ أيضًا: حمادة: مخطط بيت صفافا الاستيطاني يهدف لتهويد القدس

وكان سكان سلوان والقرى والمدن المجاورة يعتمدون على البئر للتزوُّد بمياه الشرب، قبل أن يُجفّفها الاحتلال الإسرائيلي ويُحوّل مياهها إلى منطقة النبي داود لمصلحة اليهود فقط.

خطُّ الدفاع عن الأقصى

المواطن محمد أبو عودة، أحد سكان الحي، يؤكد أنّ قوات الاحتلال تقتحم باستمرار حيَّ بئر أيوب، وتعتدي على سكانه، بالضرب المبرح، وإطلاق الغاز المسيل للدموع.

ويقول أبو عودة لصحيفة "فلسطين": إنّ سلطات الاحتلال وخاصة الجمعيات الاستيطانية تريد السيطرة على حيِّ بئر أيوب بسبب أهميته التاريخية ومكانه الإستراتيجي، فهو مُلاصق للمسجد الأقصى المبارك.

ويُضيف: إنّ "الحيَّ يُعدُّ أحد أهم خطوط الدفاع الأولى عن المسجد الأقصى، ومواجهة المستوطنين، إذ إنّ المرابطين بالمسجد من سكان الحي، ويصلون إليه بسرعة، لكونه لا يبعد سوى 400 متر عن المسجد".

اقرأ أيضًا: تقرير فصل حي "المصرارة" عن "باب العامود".. أحدث مشاريع تهويد القدس

وأشار أبو عودة إلى أنّ المستوطنين يحاولون دائمًا تسريب البيوت من الحي، ولكنّ محاولاتهم تُواجَه ويكون مصيرها الفشل بسبب يقظة الأهالي، ورفضهم التخلّي عنه، أو السماح بتهويده وتسليم أيّ جزء منه للجمعيات الاستيطانية.

موقع إستراتيجي

من جهته، عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان فخري أبو دياب، أكد أنّ حيَّ بئر أيوب مُستهدف من قِبل سلطات الاحتلال، لكون موقعه إستراتيجي ويوجد في وسط الأحياء المقدسية المُهدَّدة من قِبل الاحتلال.

وقال أبو دياب لصحيفة "فلسطين": إنّ "بئر أيوب الموجود في الحيّ كان يسقي جميع الأحياء والمخيمات الموجودة في مدينة القدس المحتلة، وكانت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" تنقل المياه إلى جميع المخيمات بالضفة الغربية وحتى الحدود مع الأردن، ولكنّ الاحتلال قام بتجفيف البئر".

وأوضح أنّ غالبية المنازل الموجودة في حيِّ بئر أيوب مهددة بالهدم من قِبل سلطات الاحتلال لكون السيطرة عليه وطرد السكان منه يأتي ضمن مخطط الاحتلال لِما يُسمّى بـِ "الحوض المقدس".

وبيَّن أنّ الاحتلال يستهدف حي بئر أيوب يوميًّا وباستمرار، لأنه أحد أهم أدرع الحماية للمسجد الأقصى، أمام هجمات المستوطنين وقوات الاحتلال.

ويُشير أبو دياب إلى أنّ الاحتلال يقتحم منازل الحيِّ دائمًا، ويُطلق قنابل الغاز المُسيل للدموع على المواطنين، ويعتقل العشرات منهم يوميًّا.

ولفت إلى أنَّ الحيَّ يخضع لبلدية الاحتلال في القدس، بإقامة بعض المشاريع الاستيطانية بداخله لصالح المؤسسات التهويدية، إذ يوجد مخطط لإقامة مبنى حكومي بداخله، وقد يكون محطة لشرطة الاحتلال ومراقبة سكان الحي.