فلسطين أون لاين

تقرير فصل حي "المصرارة" عن "باب العمود".. أحدث مشاريع تهويد القدس

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود، تغيير معالم القدس المحتلة من خلال إقرار العديد من المخططات والمشاريع التهويدية تارة، وبناء الحدائق التلمودية والمجمعات التجارية تارة أخرى، وصوًلا لمخطط فصل حي المصرارة عن باب العمود وبقية الأحياء في القدس المحتلة، ضمن مخطط استيطاني جديد.

وكشفت بلدية الاحتلال في القدس، عن إعدادها مخططًا جديدًا يفصل حي المصرارة عن باب العمود وبقية أحياء شرقي القدس ضمن مخطط لبناء مجمع وفندق وموقف للسيارات والحافلات تحت الأرض، إضافة لواجهات تجارية على طول مسار خط سكة القطار الخفيف، يغير شكل المنطقة ويعيد توسيع النفق وشبكة الطرق من الشيخ جراح شمالاً حتى باب الخليل غرًبا مروًرا بالمصرارة والباب الجديد.

تهويد المدينة

وحذر رئيس مركز القدس الدولي، د. حسن خاطر، من خطورة مخطط الاحتلال لفصل حي المصرارة عن باب العمود، والذي يهدف إلى تهويد مساحات واسعة من المدينة المقدسة.

وأوضح خاطر لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يهدف من خلال المخطط الجديد لاستكمال مشاريعه الاستيطانية التي أعلن عنها خلال الأعوام والأشهر الماضية، والممتد من حي الشيخ جراح إلى وادي الجوز، و"وادي السيليكون"، وغيرها.

وقال: إن الاحتلال يحاول تغيير طابع المدينة بشكل عام وتكثيف الوجود اليهودي الاستيطاني في داخلها من خلال إقامة مشاريع متعددة سواء ذات طابع تقني أو إلكتروني وغيرها، وإضافة تغييرات جوهرية تمس قلب مدينة القدس. 

وشدد على أن الاحتلال يريد وضع قدمه في قلب المدينة المقدسة بشكل مباشر، وتغيير طابع المدينة والبلدة القديمة وإعادة رسم المشهد العام فيها، لافتًا إلى أن المشروع الجديد يكمل المشاريع السابقة وليس بمعزل عنها.

ولفت خاطر إلى أن المشروع الجديد سيزيد المستوطنين والاستيطان والتهويد في قلب مدينة القدس ويغير مشهد المدينة العام. 

تهويد

بدوره، أكد مدير مركز القدس للحقوق القانونية والاجتماعية، زياد الحموري، أن المخطط الإسرائيلي ليس جديدًا بل هو استكمال لمشروع تم الإعلان عنه قبل أعوام من أجل تغيير معالم المدينة المقدسة. 

وأوضح الحموري في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن المخطط يسير حسب ما أعلن عنه سابقًا بإنشاء مظلات في شارع صلاح الدين مقابل شركة كهرباء القدس، وإغلاق شارع السلطان سليمان وتحويله إلى شارع مشاه تمهيدًا لفصله عن منطقة المصرارة وباب العمود.

وذكر أنه ضمن المخطط سيتم إنشاء خط ثامن للقطار الخفيف، أحد تلك الخطوط الرئيسية يربط قلنديا مع القدس المحتلة ويحمل اسم الخط الثامن، لافتًا إلى أن الاحتلال يعمل جاهدًا لتغيير معالم باب العمود من الساحات والمدرج وإعطاء "صبغة يهودية" مزعومة للمكان.

وأشار إلى أن الاحتلال سيعمل على إنشاء عمارة ضخمة في منطقة المصرارة تحتوي على مكاتب ومواقف للسيارات تحت الأرض، إضافة لإنشاء حدائق ومناطق للجلوس، وهو جزء مكمل لمخطط "وادي السيليكون".

وحذر الحموري من أن المخطط يهدد بتدمير مبانٍ فلسطينية وتهجير أصحابها، وتغيير معالم المدينة المقدسة بشكل كلي وإضفاء "الصبغة اليهودية" على المكان، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول أيضًا تغيير معالم باب الجديد كإنشاء المقاهي اليهودية، وتنظيم الحفلات والسهرات في المكان.

وأكمل أن تغيير معالم مدينة القدس يسير على قدم وساق، وسكان المدينة المقدسة مقبلون على تغيير كبير جدًا في مختلف أنحاء المدينة، تشمل تهجير مقدسيين وهدم منازلهم وإقامة حدائق وتوسعة شوارع وغيرها.