ائتلاف معسكر اليمين المتطرف بزعامة حزب الليكود وقيادة بنيامين نتنياهو حصد الأغلبية في نتائج انتخابات الكنيست الأخيرة، وهذا سيقود حتما إلى تشكيل حكومة متطرفة لا تؤمن حتى بالتعايش مع الفلسطينيين، وهنا نقرأ الآتي:
بداية وبلا تردد فإن مجلس المستوطنات بالضفة الغربية الذي يضم نحو نصف مليون متطرف إسرائيلي كان له دوره في وصول الأحزاب الدينية الصهيونية وفي مقدمتهم إيتمار بن غفير وتغريمتش وآخرين، وهؤلاء باتوا عصابة متماسكة تتحكم في مصير اليهود والعرب معا، في مقابل أكثر من مليون ونصف فلسطيني داخل الخط الأخضر مفككين ومشاركتهم بالانتخابات خجولة، ونقول ذلك لأنهم بلا وزن في الساحة الحزبية الإسرائيلية، وما الانتخابات الأخيرة إلا خير شاهد على ما نقول.
مجلس المستوطنات ورعاته من اليمين الفاشي يؤمنون بطرد العرب من أرضهم وتصفية وجودهم، ومجالس العرب داخل الخط الأخضر تبحث عن حلول لمشاكل الجريمة المنظمة بداخلها وتحسين البنية التحتية وخدمات أخرى وجزء منها، وللأسف يميل إلى معسكر اليمين الإسرائيلي، وهذا يدفعنا إلى القول أن مفاعيل المستوطنين داخل إسرائيل أقوى، وتحدد مسارات السياسة المقبلة للحكومات القادمة، فيما يتردد أن بعضها قد ينسحب من تحالفه مع الليكود لكونهم غير راضين عن قيادة نتنياهو وسبق أن وصفوه بالكذاب ابن كذاب، لكن اعتذروا له، بانتظار نتائج الانتخابات، ويبدو أنه يواجه صعوبة في إقناعهم بالمشاركة في حكومة يرأسها.
وصول اليمين المتطرف إلى قيادة (إسرائيل) معناه أن لا مفاوضات ولا سلام مع السلطة، ومعناه أن دوامات العنف في الضفة الغربية وتجدد المواجهات مع مقاومة غزة ستكون أكثر حضورا، وما يمكن رصده أن الصهاينة في الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارهم الكتلة الأقوى والمتحكمة في سياسات حكومات (إسرائيل) خارجيا منقسمة على نفسها، ولهذا سنجد سخونة غير مبررة في سفك الدماء وهدم البيوت ومصادرة الأراضي الفلسطينية وتوسيع دائرة الاستهداف لسوريا وربما الانجرار لحرب مع لبنان لمنعه من استخراج نفطه وغازه من حقل قانا، وهذا ما قاله نتنياهو بأنه سوف يتعامل مع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان مثلما تعامل مع اتفاقيات أوسلو مع السلطة.
خلاصة القول أن (إسرائيل) ذاهبة إلى العنصرية الفاشية ونتائجها ستكون كارثية ليس على الشعب الفلسطيني وحده بل على المجتمع اليهودي وزيادة جرعة التطرف بما يعني زيادة العنف وسفك الدماء والمواجهات المسلحة، وبكل الأحوال فإن نهاية (إسرائيل) من داخلها وعلى أيدي زمرتها الفاشية أمثال بن غفير وغيره، ومهما حاولت حكومات اليمين المتطرف من تغيير معادلة الصراع القائمة اليوم فإنها ستجد نفسها أمام نهاية محتومة، وأمام خيار وحيد وهو أن الحروب المفتوحة على الشعب الفلسطيني ستوصل يوما ما إلى هزيمة (إسرائيل) ومشروعها الاستئصالي، وأن نهايتها دانية ومن داخلها الفاشي العنصري.