نتائج انتخابات الكيان الصهيوني الأخيرة، أفرزت صعود (اليمين) الإسرائيلي المتطرف بقيادة رئيس حزب الليكود المجرم (نتنياهو)، وحصول حزب زعيم المستوطين (إيتمار بن غفير) على المركز الثالث بين الأحزاب الصهيونية في ظل تفاعل المستوطنين مع هذه الانتخابات وفي سابقة خطيرة دعم المستوطنين ومشاركتهم البارزة في هذه الانتخابات.
الشيء الأبرز في هذه الانتخابات يتمثل في عودة المجرم الكبير (نتنياهو) إلى سدة الحكم بالكيان، بل وإعطائه المستوطنين الصهاينة الضوء الأخضر لبناء المزيد من الثنكات الاستيطانية العسكرية، وتنفيذ المخططات التوسعية الجديدة مع مميزات واسعة؛ إضافة إلى المعركة التي سيخوضها (نتنياهو) مع المقاومة الفلسطينية والشباب الثائر التي يتصدرها في الضفة المحتلة؛ شباب عرين الأسود.
إن النتائج التي حققها معسكر أقصى اليمين المتطرف بزعامة (نتنياهو) على منافسيه حسب النتائج شبه النهائية حيث حصد مع حلفائه (65) مقعدا من أصل (120) عدد مقاعد البرلمان في الكيان (الكنيست) تعني الكثير في القراءة السياسية للمرحلة الجديدة؛ هذه النتائج تمثل لنا ككتاب ومحللين سياسيين أبرز عناوين المرحلة المزيد من الجرائم وسفك الدماء والتهويد والاستيطان، والمزيد من الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك.
بكل تأكيد ستسعى الحكومة الصهيونية الجديدة لتنفيذ مخططات استيطانية خطيرة وكبيرة في الضفة والقدس، بل وستعمل حكومة (نتنياهو وبن غفير) على تحقيق الوعود التي قطعوها للمستوطنين، حيث سيتم دعم المشروع المقدم للكنيست الإسرائيلي الذي يتضمن ربط البؤر الاستيطانية العشوائية بالمياه والكهرباء، كـ"هدية للمستوطنين"، والذي يأتي ضمن مشروع القانون "تسمين المستوطنات" في الضفة الغربية ومحاصرة التجمعات الفلسطينية.
إن المسؤولين بالكيان الصهيوني لن يغيروا من سياستهم الفاشية الإجرامية تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الفلسطينيين أنفسهم؛ وإن تغيرت وتبدلت نتائج الانتخابات، تبقى سياسات الاحتلال ثابتة في التعامل مع فلسطين وشعبها وأرضها السليبة؛ خاصة أن المنتخبين من الصهاينة لم ولن يختلفوا عن أسلافهم من حيث أفكارهم العنصرية وسياساتهم الفاشية الإجرامية.
إننا اليوم وفي زمن التكنلوجيا والتطور السريع؛ أما الكيان الصهيوني يسابق الزمن في التهويد والاستيطان والتشريد، وإحلال الصهاينة محل شعب فلسطين، كما يحدث الآن في حي الشيخ جراح المقدس وبقية الأحياء المقدسية المهددة بالتهجير والإخلاء.
إن الحكومات الإسرائيلية السابقة والحالية وعلى رأسها قيادة الجيش لا تتغير سياسته ولا تتبدل نظريته العسكرية والأمنية، وإن كانت أدواته تطورت ووسائله تنوعت وتغيرت كل يوم ضمن الأحداث الميدانية، بل لم تتوقف قوات الاحتلال عن أعمال الإجرام والإرهاب وجرائم القتل والتدمير العنصرية والفاشية، فقد أرست الحكومات الصهيونية السابقة دعائم الكيان الصهيوني والدولة الفاشية اليهودية التي أنكرت حقوق أصحاب الأرض الأصليين، شعب فلسطين العربي الكنعاني الجذور، بل وصادرت أرض الفلسطينيين، وخربت ممتلكاتهم، وحرقت مزارعهم، وخلعت أشجارهم ودمرت بيوتهم، وقتلت الرجال واعتقلت الشباب، وصادرت آلاف الدونمات لبناء الثكنات الاستيطانية، وسرقت المياه الجوفية، وخيرات فلسطين النفطية والغازية، بل وحرمت الفلسطينيين وهم أصحاب الحق وأهل الوطن من كافة حقوقهم المشروعة والطبيعية.
سيصبح قريبا الصهيوني المتطرف (إيتمار بن غفير) وزيرا في الحكومة الجديدة، وهو يسكن في حس الشيخ جراح، وسيكمل تنفيذ المخططات الاستيطانية، وسيواصل التضييق على أهل الشيخ جراح، وطرد أهله وتشريدهم، بل وسيكثف من اقتحامات باحات المسجد الأقصى المبارك، وتأمين المزيد من الجنود لحماية قطعان المستوطنين خلال جرائم اقتحام الأقصى.
إننا اليوم أمام حكومة فاشية استيطانية، على جدول أعمالها اليومي قتل وتشريد وتهجير الفلسطيني، وتعزيز البناء الاستيطاني، عبر المصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، والمصادقة على نشر حواجز جديدة بين المدن والقرى الفلسطينية بالضفة المحتلة، وممارسة المزيد من جرائم القتل بحق الأطفال والشباب والمرأة الفلسطينية، هذه هي السياسية الحكومية الجديدة خلال فترة حكم (نتنياهو) وذراعه الأيمن (إيتمار بن غفير)، وسيستخدمون كل الوسائل والأساليب السياسية القذرة خلال فترة حكمهم للكيان.