ما هو المؤتمر الشعبي الفلسطيني الذي عقد اجتماعه أمس في غزة والضفة والخارج؟! هل هو إطار بديل للمجلس الوطني الفلسطيني؟! قبل أيام ندد المجلس الوطني بالدعوة إلى عقد المؤتمر الشعبي، واتهمه المؤتمر بالعمل على زيادة الانقسام، والالتفاف على منظمة التحرير، والبحث في البديل عنه؟! ومن ثَم عملت السلطة في الضفة على اعتقال بعض رموز المؤتمر الشعبي.
المؤتمر الشعبي إذا إطار عمل جديد يخالف المجلس الوطني، ولا يتماهى مع الشكل الموجود منه. المؤتمر الشعبي إطار فلسطيني، مستحدث تشكّل احتجاجًا على غياب المجلس الوطني وفشله، واحتجاجا على ترهل منظمة التحرير وتهميش دورها، واحتجاجا على دكتاتورية رئيس المنظمة، رئيس السلطة.
المؤتمر الشعبي إطار توافقي يرأس جسمه الخارجي أنيس القاسم، ويرأس لجنة المؤتمر التحضيرية في الضفة عمر عساف، وقد اعتقلته أجهزة السلطة، وممن تحدثوا في المؤتمر سلمان أبو ستة، وصلاح عبد العاطي، ونفين أبو رحمون من داخل فلسطين المحتلة، وعبد الحميد صيام من أميركا، ونداء يوسف من إيرلندا، وبسام القواسمي من الخليل، وغيرهم.
البيان الختامي للمؤتمر الشعبي يكشف عن حالة احتجاج ورفض للأطر الفلسطينية القائمة لترهلها، وفشلها في إدارة الشأن الفلسطيني، وحمل القضية الفلسطينية، لذا يدعو المؤتمر الشعبي لإصلاح عاجل لمنظمة التحرير، وانتخابات حقيقية للمجلس الوطني بحسب الميثاق الوطني الفلسطيني، ويدعو لممارسة ديمقراطية حقيقية، وتمثيل (١٤) مليون فلسطيني، وإعطائهم حقهم في انتخاب قيادة منظمة التحرير.
المؤتمر الشعبي ليس بديلًا من الأطر القائمة إذا ما استجاب مختطفوها لنداء المؤتمر وتعاملوا مع بيانه الختامي بروح إيجابية، وإلّا فمن حقّ المؤتمرين الفردي والجماعي البحث عن البديل الإيجابي، الذي يمكنه تصحيح مسار الفشل الذريع الذي أنتجه أوسلو، وبناء ديمقراطية حقيقية، باختصار: المؤتمر علق جرسا ينبه الغافلين، ويقول: التغيير قادم، وقد آن أوان التغيير، ومن حقّ المؤتمر الشعبي مواجهة حالة الفشل، والفاشلين، ولم يعد ثَم وقت للبقاء في دائرة الصمت. المؤتمر الشعبي ليس حماس، ولا الجهاد، ولا الجبهات، ولا المبادرة، ولكنه يقول بجلّ ما يقوله هؤلاء، وهذا إطار وطني عام وجيد للبدء في أعمال جيدة.