قالوا: إن معسكر التطرف بقيادة بنيامين نتنياهو فاز بانتخابات الكنيست وحصد أكثر من نصف المقاعد، وأن القادم أسوأ للشعب الفلسطيني، وأنا أقول وهل من أخفقوا في الانتخابات من الحمائم أو أنهم أقل تطرفًا من بنيامين نتنياهو؟ منصور عباس العربي في الكنيست السابق وفي الحكومة الاسرائيلية السابقة لم يجرؤ على القيام بأي خطوة لإسقاط الحكومة الاسرائيلية دفاعا عن الشعب الفلسطيني سواء في غزة والضفة الغربية أو حتى في المناطق المحتلة عام 48، وهذا يعني أن كل من يعطي الولاء لدولة الاحتلال (إسرائيل) لا بد أن يخدمها حتى يحافظ على مكاسبه الشخصية أو الحزبية ولا يوجد استثناءات في هذه القاعدة.
الموقف السياسي من عملية التسوية لأي حكومة اسرائيلية لا يخرج عن خيارين؛ الأول أن تكون الحكومة مخادعة وتعلن أنها مع "حل الدولتين" وتفاوض السلطة الفلسطينية ولا تخرج إلا بخطط واتفاقات لمحاربة الشعب الفلسطيني بحجة محاربة "الإرهاب"، مثل خطة خارطة الطريق ومشروع تينيت وغيرها من البرامج التي أرهقت الشعب الفلسطيني ومقاومته، أما الخيار الثاني أمام أي حكومة اسرائيلية فهو ادارة الظهر للسلطة الفلسطينية وعدم التفاوض معها كما فعل بنيامين نتنياهو والاتجاه نحو العرب للتطبيع وعقد الاتفاقات الامنية والسياسية والاقتصادية، وإن لم يكن الأمر كذلك فلماذا لم تنجح السلطة منذ قرابة ثلاثين عاما على إقامة الدولة الفلسطينية حسب اتفاقية أوسلو والتي لا يحتاج تطبيقها سوى خمس سنوات فقط؟ وهل تعتقد السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير أنه سيأتي رئيس وزراء اسرائيلي ليقدم لها دولة فلسطينية مستقلة على طبق من ذهب؟ ألم تكتشف المنظمة انها تلاحق الأوهام والسراب أم أنها راضية على هذا الوضع لأسباب لا علاقة لها بالسياسة أو القضية الفلسطينية؟
المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لا يعنيها من يكون رئيس الوزراء القادم لدولة الاحتلال سواء بنيامين نتنياهو الذي هزم شر هزيمة في معركة سيف القدس أو غيره، ولكن يعنيها كثيرا ما يحدث في الضفة الغربية من تصاعد للمقاومة من اجل التعاون على تحرير اجزاء جديدة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد تعهدت المقاومة في آخر بيان لها أن سلاحها هو للدفاع عن كل بقعة في فلسطين وليس فقط للدفاع عن قطاع غزة، وهذا يعني أن المقاومة في غزة ما زالت على وعدها وأن سيف القدس ما زال مشرعًا ولن يغمد حتى تحرير فلسطين، وهنا لا بد من التأكيد على أن المقاومة في قطاع غزة لن تدخل أي حرب جديدة إلا لأسباب قاهرة وتوافق فصائلي، لأن الكل الفلسطيني يتحمل تكاليف الحرب.