فلسطين أون لاين

الدم الفلسطيني.. "بازار" قادة الاحتلال لحسم المعركة الانتخابية

...
الدم الفلسطيني "بازار" قادة الاحتلال لحسم المعركة الانتخابية 
نابلس/ خاص "فلسطين":

مع اقتراب انتخابات "الكنيست" الإسرائيلي، المقررة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني القادم، راح رئيس وزراء الاحتلال "يائير لابيد"، ووزير جيشه "بيني غانتس" يصعّدون الأوضاع تصعيدًا غير مسبوق، بهدف كسب المزيد من أصوات الناخبين الإسرائيليين على حساب الدم الفلسطيني. 

وبات جليًّا أن حالة الهشاشة في الأحزاب الإسرائيلية، وعدم قدرة أيٍّ منها على الحسم في مقاعد "الكنيست"، انعكست على الوضع الفلسطيني، لتكون نابلس بنك أهداف، تتلوها جنين وبقية مناطق الضفة الغربية المحتلة، من قتل وجرح واعتقالات وممارسات قمعية لا تتوقف على مدار الساعة، وفق ما يقول مراقبون.

وكان 5 مواطنين منهم قيادي في مجموعات "عرين الأسود"، قد استشهدوا خلال اقتحام قوات الاحتلال البلدة القديمة في مدينة نابلس فجر أول من أمس، فيما استشهد شاب في مواجهات بقرية النبي صالح شمال غربي رام الله.

دعاية انتخابية

ورأى المحلل السياسي عزام أبو العدس أن مسارعة "غانتس" فور كل عدوان عسكري في الضفة لإعلان نجاحه لا يعدو شكلًا من أشكال الدعاية الانتخابية المبالغ فيها، فالوقت حساس الآن في بدء المعركة الانتخابية. 

ويشير أبو العدس لصحفية "فلسطين"، إلى أن الاستطلاعات لا تشير إلى قدرة جيش الاحتلال على حسم المعركة في الضفة، مرجحًا أن يقدم وزير حرب الاحتلال على مغامرة عسكرية أخرى، الأرجح في نابلس أو في جنين.

وفي مارس/آذار الماضي، أطلق جيش الاحتلال ما أسماه "كاسر الأمواج" على عملياته العسكرية في الضفة الغربية تركزت بداية على جنين، وانتقلت لنابلس، وكذلك على امتداد الجدار الفاصل، في محاولة للحد من عمليات المقاومة.

وكانت وسائل إعلام عبرية قد انتقدت ما جرى في نابلس مطالِبةً برفع قيود الرقابة العسكرية لمعرفة خسائر جيش الاحتلال، إلا أن ذلك رُفض؛ لكونه يسهم في خسارة أصوات انتخابية يحرص لابيد وغانتس على عدم خسارتها. 

ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي، محمد أبو علان، أن "لابيد" و"غانتس" صعّدا العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية رغبةً منهما في الحصول على أصوات اليمين الإسرائيلي في المعركة الانتخابية المقبلة، لكن المشهد إلى حد الآن هو عدم الحسم. 

ويعتقد أبو علان في حديثه لـ"فلسطين" أنه من الطبيعي أن تكون معارضة لعمليات جيش الاحتلال في الضفة، بسبب الخشية من تدحرُج الأمور إلى وضع يصعب السيطرة عليه. 

ويتفق المحلل السياسي فتحي الحايك مع سابقه، بالقول: إن انتخابات الاحتلال انعكست على الوضع الداخلي الفلسطيني من حيث اعتقاد قادة الاحتلال أن الدم الفلسطيني أقصر طريق للوصول إلى صناديق الاقتراع، وكسب أصوات الناخبين، لكن حتى اللحظة بقي غانتس ولابيد يراوحون مكانهم. 

وأوضح الحايك لـ"فلسطين" أن هناك ضعفًا واضحًا في الجبهة الداخلية للاحتلال، بدليل عدم الحسم لأي من أحزاب الاحتلال، مرجعًا ذلك لمعركة سيف القدس في غزة في مايو/ أيار ٢٠٢١، والتي كان نتاجها قوة معنوية كبيرة للضفة جعلتها تشرع في حمل السلاح ضد الاحتلال من جنين وحتى نابلس.