فلسطين أون لاين

أتحوّل هو أم قواعد حاكمة؟

من تداعيات الحرب المشتعلة اشتعالًا شديدًا في أوكرانيا غزوها ساحة الانتخابات البرلمانية في دولة الاحتلال الإسرائيلي. الدعاية الانتخابية الحزبية الآن في أوجها، وكييف زيلنسكي قريبة جدًا من (تل أبيب)، بحكم تماهي عقيدة زيلنسكي مع لبيد ونتنياهو، الأمر الذي فرض حضورا للحرب في انتخابات دولة الاحتلال.

نتنياهو يصرح بأنه إذا ما عاد لرئاسة الوزراء فإنه سيمدّ أوكرانيا بالسلاح الذي تطلبه! هذا التصريح يمثل في رأي بعضهم حالة تحول في خطاب نتنياهو الذي دعم فكرة الحياد والانخراط في الوساطة خشية دفع ثمن باهظ في سوريا. التحول الانتهازي لفت نظر الصحف العبرية فعلقت عليه منتقدة له. 

ما يمكن تسميته بالتحول لأسباب انتخابية هو السطح البارز من موقف (تل أبيب)، لأن الموقف الخفي قام على مساعدة كييف عسكريا منذ اليوم الأول من الحرب، ولكن من خلال الخفاء وطرف ثالث، فـ (إسرائيل) غارقة في الحرب في أوكرانيا كألمانيا، وبريطانيا، وقد صرح قادتها أنهم مع أمريكا وحلف الناتو. وما يمكن تسميته بالتحول في موقف نتنياهو يتعلق فقط بالخروج إلى السطح، أي ترك الخفاء، والعمل في العلن، وتحمل تداعيات ذلك في سوريا.

قد يذهب بعض المحللين إلى الربط بين تصريح نتنياهو وبين الانتخابات بغرض كسب أصوات اليمين اليهودي الذي يؤيد دعم أوكرانيا بالسلاح، وهو قول فيه بعض الصحة، وليس كله، لأن السبب الكبير يكمن في رؤية (تل أبيب) لكييف بأنها بلد اليهود الثاني بعد (تل أبيب) ما دام زيلنسكي حاكما وقائدا.

في الفكر اليهودي في (إسرائيل) قواعد عامة منها القاعدة التي تعتبر (إسرائيل) بلد كل يهودي في العالم، ويمكنه أن يأتي إليها ويعيش فيها، وحكومة (إسرائيل) ملزمة بالدفاع عن كل يهودي في العالم ضد من يعتدي عليه، فـ (إسرائيل) "دولة اليهود" عالميا، وزيلنسكي يهودي، وحاكم دولة تخوض حربا مع روسيا، لذا يلزم أن تدافع (تل أبيب) عن زيلنسكي وكييف. والمسألة في (تل أبيب) هي كيف يتم تنفيذ هذا الدفاع دون خسائر كبيرة؟ ومن ثمة كانت هناك مناورات متعددة لقادة أحزاب (إسرائيل) لتنفيذ هذه القاعدة، ومن آخرها تصريح نتنياهو، الذي هو الأكثر صراحة، والذي يسميه بعضهم بالتحول أو بالتناقض في الموقف. وفي رأيي أنه ليس ثمة تناقض أو تحول، بل آليات عمل لتنفيذ القواعد الحاكمة في الفكر الإسرائيلي!