فلسطين أون لاين

"القسام" تملك أوراق ضغط لإجبار الاحتلال على الانصياع

"صراع العقول".. رسائل خفية ومعلنة لجعل ملف الجنود الأسرى أولوية إسرائيلية

...
"صراع العقول".. رسائل خفية ومعلنة لجعل ملف الجنود الأسرى أولوية إسرائيلية
غزة/ أدهم الشريف:

منذ أن تمكنت كتائب القسام؛ الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس من أسر أربعة جنود إسرائيليين، اثنان منهم خلال العدوان العسكري على غزة صيف 2014، لم يدخر الاحتلال جهدًا للوصول إليهم، لكنه باء بالفشل.

ويجهل الاحتلال أي تفاصيل عن أسراه إلا من خلال ما تعلنه كتائب القسام عن جنوده الأسرى.

وكانت الكتائب قد بثت في 28 يونيو/ حزيران 2022 مقطع فيديو قصيرًا للجندي هشام السيد، في أعقاب إعلان المتحدث العسكري باسمها "أبو عبيدة" أن "تدهورًا طرأ على صحة أحد أسرى العدو".

ووفق مراقبين، يأتي ذلك الإعلان ضمن معركة "صراع العقول" الدائرة بين المقاومة والاحتلال، في إطار إجباره على الانصياع لإبرام صفقة تبادل لتحرير الأسرى الذين يبلغ عددهم نحو 4700 أسير وأسيرة.

وأكد المحلل السياسي طلال عوكل أن ملف الأسرى ذو أولوية للشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة، وأنهم يدركون أن تحرير الأسرى لن يتحقق إلا بأسر الجنود، خاصة بعد تنصُّل الاحتلال من جميع الالتزامات الواردة في اتفاق "أوسلو" بينه ومنظمة التحرير، حتى أن الأسرى القدامى لم يُفك أسرهم بعد.

اقرأ أيضا: أبو عبيدة: معركة صراع العقول تُثبت فشل الاحتلال

وأضاف عوكل لصحيفة "فلسطين" أن الطريقة الأقرب لتحرير الأسرى هي أسر جنود الاحتلال، وتحقق ذلك خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، لكن المشكلة تكمن في عدم استقرار النظام السياسي للاحتلال، فحكومته الحالية لا تستطيع دفع الثمن، وكذلك الحكومة السابقة.

وتابع أن الحسابات السياسية للاحتلال لا تجعل حكوماته تصل إلى قناعة بأن معالجة هذا الملف ممكن أن تحسّن الفرص الانتخابية لدى الأطراف التي ستتخذ القرار، فمع قرب انتخابات "الكنيست" هناك خشية كبيرة من تأثير أي قرار على الفرص الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية.

ولفت إلى أن ثمن تحرير الأسرى كبير، لذا يبدو الاحتلال غير مستعد للحديث كثيرًا في هذا الموضوع، متسائلًا: إن تحدّث فيه ماذا سيقول في ظل حالة التنافس والتحريض المتبادل بين حكومته والمعارضة، في حين أن المقاومة لديها خطاب معلن يثبت اهتمامها بمعالجة هذا الملف؟

وأكد أن إدارة الملف تمنح المقاومة تسجيل المزيد من الأهداف النفسية والسياسية والمعنوية على الاحتلال، لذلك تسرب كل فترة بعض التفاصيل عن الجنود الأسرى لديها.

وفي نهاية يوليو/ تموز 2022، أعلن "أبو عبيدة" أن الاحتلال كان قد استهداف موقعًا موجودًا فيه أحد أسراه خلال معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار 2021، وأن القصف أدى حينها إلى استشهاد "أحد مجاهدي وحدة الظل" وإصابة آخرين.

بدوره، قال الباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية حيدر المصدّر: إن الهدف مما تنشره القسام هو جعل ملف الجنود الأسرى ذا أولوية لدى الاحتلال، ودفعه باتجاه الدخول في عملية تفاوض والوصول إلى صفقة تبادل أسرى جديدة.

ويرى المصدر في حديث لـ"فلسطين" أن توقيت رسائل القسام يتطابق مع أسباب ومواقف تشكل حرجًا داخليا للاحتلال، وتتزامن مع حراك وأنشطة مجتمعية تشكل ضغطًا على حكومته، مؤكدًا أن الهدف من ذلك ممارسة الضغوط عليها كونها تتجاهل هذا الملف، ودفعها لاستعادة جنودها مقابل صفقة تبادل "وفاء الأحرار".

وذكر أن رسائل المقاومة بشأن جنود الاحتلال الأسرى قد لا تؤثر على النظام السياسي للاحتلال الذي يواصل إعطاء انطباع أنهم ليسوا على سلم أولوياته، ويمارس تفرقة عنصرية، إذ إن هناك اعتبارات أيدولوجية داخل المجتمع الإسرائيلي خاصة أن الجندي "السيد" رغم أنه يعمل في جيش الاحتلال إلا أنه ليس يهوديًّا.