فلسطين أون لاين

"ما خفي أعظم"

أبو عبيدة: معركة صراع العقول تُثبت فشل الاحتلال

...
رفح - ربيع أبو نقيرة

قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس: إن معركة الإعداد وصراع العقول التي أدارتها المقاومة ولا تزال مع الاحتلال الإسرائيلي تثبت كل يوم أن قيادة المقاومة "انتصرت على غطرسة وكذب وتضليل قيادة العدو.. وما خفي أعظم".

وأوضح أبو عبيدة، أن ما تكشف حديثًا في تقرير مراقب دولة الاحتلال، حول نتائج معركة "العصف المأكول" صيف 2014، "يؤكد من جديد حجم الخسارة والفشل والتخبط الذي مني به العدو في المعركة".

وأكد أن الأيام ستحمل المزيد من دلائل الفشل والإخفاقات الكبيرة في ملفات أكبر وأخطر من مجرد طريقة إدارة قيادة الاحتلال لعدوانه على غزة.


جاء ذلك خلال حفل افتتاح كتائب القسام نصبًا تذكاريًا في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، الثلاثاء 31-1-2017، للشهيد المهندس التونسي محمد الزواري، أحد قادة القسام المشرفين على مشروع طائرات "أبابيل" التي استخدمتها القسام لأول مرة خلال معركة "العصف المأكول".

مسؤولية الأمة

ودعا أبو عبيدة شباب الأمة وعلماءها ومبدعيها للاقتداء بالشهيد القائد محمد الزواري، وغيره من الجنود المجهولين، وأخذ زمام المبادرة وبذل كل جهدٍ لإسناد المقاومة في فلسطين، مؤكدًا أن "معركة تحرير فلسطين واسترداد ميراث الأنبياء مسؤولية جماعية للأمة شعوبًا وأنظمة وقوى وجماعات".

كما دعا إلى تصحيح بوصلة الصراع في الأمة و"التفرغ لاقتلاع أسّ الداء ومكمن البلاء في قلبها، وهو الاحتلال الصهيوني البغيض الذي يضغط بكل صلف وعنجهية على عصب الحياة لهذه الأمة، وهو مسرى نبيها وأول قبلة لها".

وأكد أن دم الشهيد الزواري "لن يذهب هدرًا"، مضيفًا: "فاتورة حسابنا مع العدو المجرم (الاحتلال الإسرائيلي) تزداد مع كل جريمة يرتكبها، وإن كتائبنا ومقاومتنا اليوم بألف خير، وتسير على أرض صلبة وبخطىً واثقة نحو ما يسوء هذا العدو ويؤلمه ويدفّعه الثمن غاليًا".

وكان مهندس الطيران التونسي اغتيل في مسقط رأسه بمدينة صفاقس، في 15 ديسمبر/ كانون أول 2016، على يد مسلحين أطلقوا عليه الرصاص وهو داخل مركبته، فيما أشارت أصابع الاتهام إلى "الموساد" الإسرائيلي بتنفيذ عملية الاغتيال.

وقال الناطق باسم القسام: نقف اليوم وقفة وفاء وعرفان لبطل فلسطين وشهيد العروبة والإسلام، القائد الزواري، ابن تونس وفلسطين، الذي ترجل شهيدًا على يد "الغدر الصهيونية" على أرض تونس، بعد أن ترك بصمات راسخة وخلّد اسمه في سماء فلسطين.

وتابع: كيف لا يرتفع اسم القائد الزواري هنا، وقد مرّ من هنا (رفح) إلى غزة مرات عديدة ليشارك قيادة المقاومة بعلمه ومشروعاته وإبداعه، فأدخل إلى منظومات المقاومة إضافات نوعية في مجال طائرات "أبابيل".

وتابع: "القائد الزواري أبى على نفسه أن يكون رقمًا مجردًّا في سجل العلماء والمبدعين أو اسمًا عابرًا في ذاكرة الأجيال. سيظل اسمه علمًا يرفرف في سمائنا مع كل طائرة أبابيل ومع كل صاروخ يدك حصون الأعداء وقنبلة تقض مضاجع المحتلين في البر والبحر والجو".

واشار إلى أن استشهاد الزواري وما تكشف من دور له في صفوف القسام، يدلل على أن فلسطين وقضيتها تحتل الصدارة في قلوب وعقول المخلصين والأحرار والمبصرين.

صراع وجود

وأضاف: "إن من دلالات احتفائنا وتكريمنا لشهيدنا الزواري كذلك؛ أن استراتيجية المقاومة في العمل ضد العدو الصهيوني داخل حدود فلسطين لم ولن يجعلها تتنكر لدور الطاقات المبدعة والدعم بالمال والسلاح والخبرات".

وشدد على أن المقاومة تدرك أنّ قضية فلسطين ليست قضية جغرافيا أو صراع سياسي داخلي بين شعبٍ ومحتل فحسب، بل هي قضية أمة وصراع وجود وحضارة وتاريخ، موجهًا التحية للشعب الفلسطيني وقوى المقاومة التي تشارك في طريق الإعداد والجهاد، وإلى أرواح الشهداء، والجرحى والأسرى.

ومنحت كتائب القسام الشهيد الزواري وسام القدس، خلال فقرات حفل افتتاح النصب التذكاري.

بدوره، أوضح القيادي في حركة حماس عيسى النشار، أن مجيء الزواري من تونس إلى فلسطين، إنما "يعبر عن وحدة الأمة، وأن الصراع ليس فقط صراعًا فلسطينيًا إسرائيليًا، بل صراع الأمة بأكملها".

وتابع النشار في تصريح لصحيفة "فلسطين" خلال الحفل: "الزواري جاء ليؤكد على هذا المعنى وأن قضية فلسطين هي قضيته وقضية كل الأمة العربية والإسلامية"، مضيفا: "احتفاؤنا به وتخليدنا لذكراه لا يفي بجزء يسير من حقه علينا، إنما هو من الخالدين عند الله بإذنه تعالى".

ودعا النشار علماء الأمة ومبدعيها ومثقفيها وخبراءها لتقديم العون لشعبنا الفلسطيني ومقاومتنا لتتمكن من إكمال دورها في مقاومة وإزاحة المحتل.

ويحمل النصب التذكاري اسم الشهيد الزواري، ويتضمن مجسمًا لطائرة بدون طيار، مصنوعة بأيدي عناصر من كتائب القسام، وذلك تكريمًا للطيار التونسي الذي بات يحمل لقب "طيار حماس".

وعلقت صور مضيئة للشهداء القادة محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد الزواري، على النصب التذكاري، في حين علقت لوحة كبيرة مقابل النصب التذكاري تضمنت صورًا للشهيد الزواري.

ويقع النصب التذكاري في بداية شارع أطلقت عليه بلدية رفح مؤخرًا اسم الشهيد الزواري، وهو أحد أهم الشوارع الرئيسة غربي المدينة، وقد تم رصفه حديثًا ويبلغ عرضه 34 مترًا ويقع في منطقة استراتيجية وينقل حركة الخروج من رفح إلى المحررات والمدن الأخرى.