قتيلان في غضون أربع وعشرين ساعة على أرض الضفة الغربية، والثالث على الطريق، يصارع من أجل حياته في غرفة الإنعاش، هذا الرقم من القتلى الصهاينة ليس بالكثير، قياساً لتعداد السكان، وليس بالكثير قياساً لعدد الشهداء الذي تجاوز المئة على أرض الضفة الغربية منذ بداية العام، وهذا الرقم ليس بالكثير بالنسبة لحوادث الطرق اليومية، ولكنه رقم مرعب للإسرائيليين الذين يحلمون بالأمن والاستقرار، ويسعون لأن يمشي المستوطن فوق شوارع الضفة الغربية، وبين قراها ومدنها دون أن يرشقه حجر، ودون أن يمسه سوء، هذا الرقم كبير بالنسبة للعدو الذي فقد الأمن، وفقد الطمأنينة، وصار يتوقع انطلاق الرصاص، والوقوع في كمين في كل زاوية، وعلى مفرق كل شارع.
انعدام الأمن للمستوطنين الصهاينة، ولجيش العدو الإسرائيلي هو القنبلة النووية التي يمتلكها الفلسطينيون، ويقدرون على تفجيرها وسط تجمعات الأعداء، وعلى مسارات الدم الفلسطيني النازف، ليعيش الأعداء حالة الترقب عند كل التفاتة، فإذا نجح الفلسطينيون في انتزاع الأمن من أعدائهم، نجحوا في تحقيق التوازن، ومشوا على درب عض الأصابع، الذي لا يحتمله العدو الإسرائيلي، ولا يقدر عليه، وهذا ما يقدر عليه الفلسطينيون، وهذا ما يمتلكه الفلسطينيون تحت الاحتلال في هذه المرحلة، وقد أدركت المقاومة الفلسطينية هذه الميزة، وهي تأخذ بيد العدو الإسرائيلي من مربع الاستقرار والازدهار إلى مربع الخوف والاستنفار.
رجال الضفة الغربية أصحاب تجربة عريقة في المقاومة، وقد ساروا على هذا الدرب منذ مئة عام، فطريق المقاومة ليس غريباً على أرض ولد فوق ترباها عبد الرحيم الحاج محمد أبو كمال قائد ثورة 36، وطريق التضحية ليس بعيداً عن شعب احتضن الشهيد عز الدين القسام، قائد ثورة القسام، وهم يرسمون معالم الطريق الذي تتلمذت في زواياه مقاومة جنين، وكتائب عرين الأسود، وهذا هو الطريق نفسه الذي سارت عليه كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب الأقصى، وقوات العاصفة والمقاومة الشعبية، وكتائب أبو على مصطفى، وكل من رفع السلاح في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
إن ما يجري على أرض الضفة الغربية يتجاوز مسمى الانتفاضة، ويتجاوز المواجهات الجماهيرية، ورشق العدو بالحجارة، إن ما يجري اليوم على أرض الضفة الغربية هو حرب تحرير، يخوض غمارها أبطال الضفة الغربية مدعومين من الجماهير الشعبية، التي لبت نداء عرين الأسود بالإضراب العام، ولبت نداء عرين الأسود في إشعال الإطارات ذات مرة، ولبت نداء عرين الأسود، وهم يخرجون رفضاً لاعتقال مصعب اشتية، لتغدو كتائب عرين الأسود هي القيادة الفعلية لشمال الضفة، وهم أبطالها. وهم مستقبلها الذي يفرض نفسه نداً للعدو الإسرائيلي، وقلباً ينبض بالمحبة للشعب الفلسطيني.
ضمن هذه المعادلة من المواجهات وحرب التحرير، قد يتساءل البعض: وأين غزة من هذه المعادلة؟
غزة في قلب المعركة، وهي المدرسة التي يتخرج فيها رجال المقاومة، وهي القدوة التي يتطلع إليها رجال المقاومة، وهي الصاعق المتفجر تحت أقدام أعداء المقاومة، وحتى اللحظة تحاول القيادة الإسرائيلية تحميل غزة مسؤولية أعمال المقاومة في الضفة الغربية، إنهم يهددون، ولكن دون أن يتجرأ قائد عسكري أو قائد سياسي على ممارسة أي فعل ضد غزة.
ولبت نداء عرين الأسود، وهم يخرجون رفضاً لاعتقال مصعب اشتية، لتغدو كتائب عرين الأسود هي القيادة الفعلية لشمال الضفة، وهم أبطالها. وهم مستقبلها الذي يفرض نفسه نداً للعدو الإسرائيلي، وقلباً ينبض بالمحبة للشعب الفلسطيني.
ضمن هذه المعادلة من المواجهات وحرب التحرير، قد يتساءل البعض: وأين غزة من هذه المعادلة؟
غزة في قلب المعركة، وهي المدرسة التي يتخرج فيها رجال المقاومة، وهي القدوة التي يتطلع إليها رجال المقاومة، وهي الصاعق المتفجر تحت أقدام أعداء المقاومة، وحتى اللحظة تحاول القيادة الإسرائيلية تحميل غزة مسؤولية أعمال المقاومة في الضفة الغربية، إنهم يهددون، ولكن دون أن يتجرأ قائد عسكري أو قائد سياسي على ممارسة أي فعل ضد غزة.