فلسطين أون لاين

الأردن.. تحولات الإحساس بالخطر

"إسرائيل أكبر مصدر تهديد للأمن الوطني الأردني". هذه كانت نتيجة رئيسة في الاستطلاع الذي أجراه مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية. الاستطلاع كشف عن أن (٦١٪‏) من الأردنيين يرون أن (إسرائيل) تهدد أمنهم الوطني تهديدا كبيرا وخطيرا.

الاستطلاع يظهر تحولا في الموقف الشعبي الأردني باتجاه الإحساس بخطر دولة (إسرائيل)، ولا سيما بعد نتائج الاستطلاع الذي أجراه المركز نفسه سابقا، وأظهر أن نحو (٥٣٪‏) يرون أنه ثمة مصلحة للأردن بالحفاظ على علاقة مع (إسرائيل)!

قد تبدو نسبة التحول متواضعة، وهي أقل من (١٠٪‏) وكان من المتوقع أن تكون نسبة التحول أكبر من ذلك بكثير، ولا سيما بعد هجمات المستوطنين والمتطرفين على المسجد الأقصى، وبعد أزمة مطار ريمون، وبعد فشل حلّ الدولتين الذي يحمل خطرا على الأردن. ولست أدري لماذا كان التحوّل لا يناسب واقع الميدان!

دولة الاحتلال كانت وما زالت الخطر الأكبر الذي يهدد الأمن الوطني الأردني، منذ تبنت أحزاب (إسرائيل) إستراتيجية الأردن الوطن البديل، وأن الترحيل للأردن هو الحلّ. إن اتفاقية وادي عربة التي هدد الأردن يوما بتجميدها لا تخدم مصالح الأردن، ولا تمنع تهديدات (إسرائيل) للمصالح الأردنية، ولا سيما مع التحولات الكبيرة في المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين والتطرف، والصهيونية الدينية. التحولات اليمينية تعزز إستراتيجية التوطين والوطن البديل على حساب الأردن.

إنه منذ أن وقعت دولة الاحتلال على اتفاقية (أبراهام) مع عدد من دول الخليج والمغرب والسودان شعرت بأنه يمكنها إهمال الأردن، والاستغناء عنه بدول الخليج والمغرب، وهي دول باتت أكبر مستورد للسلاح من (إسرائيل)، وأكثر تقاربا مع (تل أبيب). يبدو أن (إسرائيل) اتخذت الأردن جسرا للعبور شرقا، ولم يعد لهذا الجسر الأهمية القديمة، وهذا رفع نسبة الإحساس الأردني بخطر دولة الاحتلال.

في الختام ليس المهم ما كشف عنه الاستطلاع، بل المهم أن (إسرائيل) الدولة المدججة بالسلاح وبغطرسة القوة تمثل تهديدا للأردن وأمنه الوطني، وفي نظري بنسبة مائة في المائة، والأهم أن هذا يستدعي البحث في الحلول لا في مراقبة نسبة الخطر، ومن ثمة يجدر بالأردن تنسيق خطواته مع الفلسطينيين، سلطة وفصائل مقاومة على حدّ سواء. فالفلسطيني حصن للأردن، والأردن حصن للفلسطيني.