تأهبت أجهزة الكيان العبري العسكرية والأمنية والاستخبارية، وتأهبت المدافع والطائرات الحديثة، في إطار إجراءات قوات الاحتلال لتأمين احتفالات الصهاينة بالأعياد اليهودية، بل شددت قوات الاحتلال إجراءاتها الأمنية بالقدس المحتلة، ولا سيما مع تصاعد حدة جرائم الاحتلال بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك، وعملت على إغلاق الحرم الإبراهيمي بالخليل أمام المصلين، فلم تتوقع سلطات الاحتلال في حساباتها اختراق الفدائيين جميع الحواجز والأبنية الأسمنتية المحصنة والحواجز العسكرية، وتنفيذ عملية بطولية على حاجز مخيم شعفاط بالقدس، ما أدى إلى مقتل مجندة، وإصابة أربعة جنود آخرين.
لقد أربكت هذه العملية البطولية حسابات العدو الصهيوني المهزوم، وأفشلت استعداداته الأمنية، بل وأسقطت نظرية الأمن الخرب، عندما أشهر فدائي مقدسي مسدسه تجاه هذا العدد من الجنود الصهاينة المتحصنين في ثكنتهم العسكرية على حاجز (شعفاط) بالقدس المحتلة.
لقد جاءت عملية القدس البطولية في وقت دقيق وحساس، وأربكت كل حسابات الكيان الأمنية، والجميع في الكيان وعلى رأسهم المجرم (نتنياهو) يتربصون ببعض، ضمن حسابات الانتخابات الصهيونية الخامسة المزمع عقدها في الأول من نوفمبر القادم.
لقد أعادت عملية القدس البطولية المواجهة الميدانية مع قوات الاحتلال، وفي أكثر الساحات والميادين حساسية، في القدس أهم مراكز وجود المحتلين. لقد اشتعلت من جديد نيران العمليات الفدائية البطولية، التي ترهق حسابات الكيان، وتقض مضاجع الصهاينة، وتزعزع أمنهم الخرب المهزوم وكيانهم الاستيطاني الضعيف.
يعيش الصهاينة هذه الأيام تفرقا كبيرا وتشتتا شديدا، حيث لم يستطع هذا الكيان المسخ المهزوم سياسيا واجتماعيا ونفسيا وأخلاقيا بترسانته العسكرية الأمنية الوقوف بوجه العمليات الفدائية والقضاء عليها.
لقد عادت العمليات الفدائية البطولية في القدس المحتلة إلى ساحات النزال وميادين القتال مع الصهاينة عبر عملية (شعفاط البطولية)، لتؤكد أن كل تحصينات الاحتلال وثكناته العسكرية لن تمنع أبطال المقاومة ومجاهديها من تنفيذ العمليات الفدائية النوعية التي تثخن في العدو، وتربك حساباته العسكرية والميدانية والأمنية، بل وتشكل هذه العملية الفدائية ضربة قوية، واختراقا كبيرا للمنظومة الأمنية العسكرية للاحتلال، وتؤكد مجددا أن إرادة وعزيمة ومقاومة شعبنا الفلسطيني أقوى من الاحتلال وعصية على الانكسار، والعملية تمثل ردا طبيعيا على جرائم الصهاينة بحق أقصانا ومقدساتنا المباركة، وبحق أرضنا والمرابطين فيها.
إن عملية شعفاط البطولية دلالة إضافية على انتعاش وتعافي جبهة القدس والضفة المحتلة، وإعادة الاعتبار للفلسطيني الذي حاول الاحتلال وأدواته تغييبه عن مشهد الفعل النضالي الثوري، فيمسي الجهد الاستخباري والأمني وصناعة الوعي الزائف بإمكانية التعايش مع العدو في مهب ريح الثورة.
وقد اعترف وزير الأمن الداخلي للكيان (عومير بارليف) في تصريحات صحفية بثتها القناة العبرية السابعة أن عمليات إطلاق النار التي وقعت خلال الأسابيع والأيام الأخيرة كانت مكثفة وكبيرة، مشيرا إلى أن كل الجهود التي تبذل لمواجهة هذه العمليات لا تكفي للسيطرة على الوضع الأمني، محذرا أن الصهاينة ربما يضطرون لتنفيذ عملية عسكرية واسعة شمال الضفة الغربية المحتلة، في حين زار كبار المسؤولين الصهاينة موقع العملية البطولية، منهم رئيس الأركان في الكيان (أفيف كوخافي) رافقه في الزيارة رئيس شعبة القوى البشرية في جيش الاحتلال (يانيف عشور)، ومسؤول شرطة الاحتلال بالقدس (دورون ترغمان)، ومسؤول حرس الحدود (أمير كوهين)، ومسؤول الشرطة العسكرية (العميد أفيخاي ميفار)، ومسؤول حرس الحدود في منطقة القدس (عمرام نيدام)، ومسؤول كتيبة إيرز (المقدم حاجي إيتسيك)، وغيرهم من كبار الصهاينة زاروا مكان العملية لأهمية المكان وموقعه الإستراتيجي، والنتائج المهمة للعملية البطولية.
إن هذه العملية البطولية أكدت للقاصي والداني أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت، حيث نفذ العمليةَ فدائيٌّ يحمل (مسدسًا) تقدم صوب جنود مدججين بالذخيرة والرصاص والقنابل، ولم يستطيعوا مواجهته بسبب نفسيتهم ومعنوياتهم المهزومة والمهزوزة، والضعيفة، حيث يعيش جنود الاحتلال حالة من الرعب والذعر اللذين لن يمكنا الجنود من التصدي لمنفذ العملية الذي لا يملك إلا مسدسا.غ
إنّ عملية القدس (شعفاط) تمثل ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى، بل تزامنت مع ذكرى عملية الشهيد الحاج مصباح أبو صبيح الذي عاش مرابطاً في الأقصى، واستشهد مدافعاً عن القدس، وأنار للأجيال من بعده طريق الحق والمقاومة والحرية.
إن هذه العملية البطولية تأتي تأكيدا أن المقاومة المسلحة في القدس والضفة المحتلة متواصلة، ومتصاعدة مهما شدد العدو في إجراءاته القمعية، وتمثل تصاعد وتيرة الفعل المقاوم في مواجهة المحتل، وعملت على تهشيم كل النظريات العسكرية والأمنية الإسرائيلية التي اعتمدها العدو لوقف هذه العمليات البطولية وتصاعدها.
إن هذه العمليات تؤكد أن ثورة شعبنا ماضية، ولن تتراجع، وأن العمليات الفدائية ستلاحق المحتلين وقطعان المستوطنين في كل مكان رداً على جرائمهم واقتحامات المسجد الأقصى وكل الجرائم الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني ومرابطيه.