أثارت مشاهد عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على المقدسيين عند "باب العامود" خلال احتفائهم بذكرى المولد النبوي، أول من أمس، حالة غضب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما أنّ هذا العدوان تزامن مع تسهيلات جمة للمستوطنين لتنفيذ انتهاكاتهم وأداء طقوسهم التلمودية خلال ما تسمى "الأعياد اليهودية".

لكن ذلك الغضب سريعًا ما تحول إلى فرحة عمت الأراضي المحتلة بعد تنفيذ شاب فلسطيني عملية فدائية من "نقطة الصفر" فجر أمس قرب حاجز شعفاط شمالي القدس المحتلة، أدت إلى مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة اثنين آخرين.

وبينما كان النشطاء يتداولون مشاهد اعتداء قوات الاحتلال على الوافدين للمسجد الأقصى عند باب العامود، وما تخللها من تناوب الجنود في الاعتداء بوحشية على فتاة فلسطينية واعتقالها، نشر النشطاء بكثافة فيديو قصير أفصحت عنه سلطات الاحتلال لمنفذ عملية شعفاط، وهو يطلق الرصاص تجاه مجموعة من الجنود المدججين بالسلاح عند حاجز عسكري.

ونشرت صاحبة الحساب "كـوثر" على حسابها في تويتر صورتين وعلقت عليهما: "لكل فعل رد فعل.. صورة من اعتقال فتاة بطريقة وحشية والاعتداء عليها عند باب العامود، والأخرى انهيار مجندة بعد عملية إطلاق نار في مخيم شعفاط".

أما صاحب حساب "أبو حمزة فلسطين" فغرَّد على تويتر، بعدما نُشر فيديو يكشف وحشية الاحتلال في الاعتداء على المقدسيين: "من الأحداث الجارية عند باب العامود في القدس، الشرطة الإسرائيلية تعتقل وتقمع بوحشية وهمجية كل من يتواجد في الأقصى، والأمة الإسلامية والعربية عن مسراها غافلة بل وعن نبيها بولادته الطاهرة غائبة".

وفي تغريدة أخرى، نشر صاحب حساب "أبو حمزة فلسطين" صورة مجندة في جيش الاحتلال تبكي بعدما لقيت زميلتها المجندة مصرعها في عملية شعفاط، وكتب: "في باب العامود اعتدى الاحتلال على فتاة مقدسية في مشهد وحشي، وبعد وقت قصير زغرد الرصاص على حاجز شعفاط الصهيوني بالقدس.. إنه فدائي ثائر لحرائر فلسطين أطلق النار بصيحات الله أكبر وداس على جنود العدو، وأذلّ صورة جيشهم الذي يعتدي ليل نهار على حرائرنا وأخواتنا".

وعلّقت صاحبة الحساب "رانيا عياش" على مشهد الاعتداء على الفتاة المقدسية واعتقالها: "يفعلون ما يحلو لهم من وحشية، دون أن يتحرك ساكن أو يتم حظر تلك الأفعال. وعندما يتم تحميل الفيديوهات على مواقع التواصل يتم حظرها تلقائيًّا خوفًا على المُشاهد ومشاعره".. في إشارة إلى سياسة الحظر التي تتبعها بعض مواقع التواصل وخاصة "فيس بوك" ضد المحتوى الفلسطيني، في إطار حجب الحقيقة.

بدوره، قال الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب إنّ وجود المقدسيين وصمودهم في القدس يغيظ الاحتلال الذي يعمل في كل وقت لتفريغ المدينة المحتلة من أهلها الأصليين، لتكون خالية من المسلمين والعرب، للدفع بمزيدٍ من المستوطنين اليهود إليها والاستيلاء على المقدسات الإسلامية.

وعدَّ أبو دياب في تصريح لصحيفة "فلسطين"، ما تقوم به سلطات الاحتلال في القدس جريمةً انتقامية جماعية ضد المتواجدين عند باب العامود، في سياق السعي إلى صبغ تلك المنطقة بـ"اليهودية"، في وقت أصبح الاحتلال يفقد السيطرة بشكل كامل على القدس المحتلة.

وقال إنّ القدس في هذه الأيام تستعيد عروبتها وإسلاميتها، رغم ما يتعرض له الأهالي والمقدسات هناك من انتهاكات وجرائم يُنفّذها الاحتلال منذ احتلاله كامل المدينة عام 1967.