فلسطين أون لاين

تجمع بين النحت والتصوير والكتابة

"تيماء سلامة" تخلق عالمًا "بصريًّا" خاصًّا بالمكفوفين

...
غزة/ هدى الدلو:

تتفرد تيماء سلامة بأسلوب فني عن غيرها من الفنانين التشكيليين، حيث تجمع اللوحة بين النحت والتصوير والأشغال، مستهدفة فئة المكفوفين بالدرجة الأولى.

تقول سلامة إنها تريد للمكفوفين أن يتذوقوا الفن من طريق اللمس كما يمارسون المطالعة، مشيرة إلى أن آخر مشاريعها مستوحى من القصة الشعبية الفلسطينية، حيث تعتمد على رسومات بارزة ملحقة بنصوص مطبوعة بطريقة "برايل".

ولـ"تيماء" (25 عامًا) العديد من المشاركات في المعارض الفنية المحلية، إضافة إلى مشاركتها في حدث منصة (تيدكس TDEX) العالمي .

"أغمض عينيك وحلق بأصابعك لتشكل عالمًا، لا يمتلكون البصر، ولكن يمتلكون البصيرة"، هو الشعار الذي رفعته تيماء للبدء في مشروعها الفني لفئة المكفوفين، إذ تريد خلق بصيص أمل في حياتهم من خلال إنتاج قصة نحتية مكتوبة بطريقة "برايل"، حيث يتذوق المكفوف العمل النحتي باللمس.

تقول سلامة لصحيفة "فلسطين": "المشروع الذي أعمل على تنفيذه يطرح العديد من التساؤلات والقضايا عن تذوق المكفوفين للفن التشكيلي وانطباعاتهم عن الألوان، ويكشف عن مدى الإحساس بالجمال الفني".

وتوضح أن المشروع يجسد ما يسمعه المكفوفون، ويفتح أفقا للخيال، ويؤسس نوعا فنيا مبتكرا متخصصا لفئة ترغب في إشباع شغفها، ويحفزها على الإبداع، ويعمل على تشكيل الذائقة الفنية المجتمعية.

الحطاب والشجرة

"الحطاب والشجرة"، هو عنوان القصة التي نفذتها "تيماء"، وهي من القصص الشعبية الفلسطينية، عدد صفحاتها ١٢ صفحة، تحتوي على صور نحتية بارزة، والنص مكتوب بطريقة عادية وبرايل.

النص المعمول عليه مأخوذ من القصة الشعبية الفلسطينية، وهو نوع من تعزيز القصة الشعبية، ونشرها بشكل أوسع، إضافة إلى نشر الثقافة الفلسطينية بين فئة الأطفال.

وتتابع سلامة حديثها: "ليس بالجديد عليّ إنتاج أعمال فنية يمكن للمكفوفين تذوقها، فقد سبق وأنتجت خلال السنتين الماضيتين ما يزيد على ٥٠ قطعة فنية، لكن الجديد في هذا العمل الفني أنه يجمع بين الأدب والفنون التشكيلية في عمل فني من خلال كتاب واحد".

وتسرد بأن رحلة العمل على الكتاب استغرقت أشهرًا، "مرت خلالها بمحطات فشل كثيرة، وتسعى إلى عمل نسخ من القصة لإثراء المكتبات بها".

وتضيف: "ما وصلت إليه هو إنتاج النسخة الأولى وتسخير كل السبل لسهولة طباعة نسخ نحتية، ولكن تكلفة إنتاج النسخ عالية مقارنة بأسعار قصص الأطفال، فتحتاج إلى ممول للتخفيف من الأعباء".

نقلة نوعية

وتنبه إلى أن الجديد الذي تسعى إلى الوصول إليه هو استهداف فئة المكفوفين بصريًا، "في البداية كنت أواجه صعوبة مع المجتمع في إقناعهم بالفكرة، الذي كان يسخر من أفكاري الفنية التي تشغل حيزًا كبيرًا من حياتي، ولكن إيماني بأن الفن هو لخدمة المجتمع ولدعم الأسرة وأصدقائي المكفوفين هو ما أوصلني لهذه المرحلة التي أعدها نقلة نوعية، ما يحدث الآن بعد إنتاج الحطاب والشجرة دعم كبير من المجتمع وإيمانهم بالفكرة الصغيرة".

وتشير تيماء إلى أن الأعمال الفنية التي تحتويها القصة يمكن للمكفوفين قراءتها من طريق اللمس، ويمكن لبقية المجتمع إبصارها حيث يستهدف المشروع المكفوفين بالدرجة الأولى، وبقية المجتمع فئة مستهدفة ثانية.

وتسعى كذلك للبحث في جميع جوانب المشروع، سواء ما يتعلق بإمكانية قراءة المكفوفين للعمل الفني أو تفاعلهم معه، ويعد ذلك الأرضية الأساسية التي سينطلق منها المشروع إلى المرحلة الثانية بعمل منتجات جديدة كما هو مخطط أن يكون عليه.

وتبين أن ذلك سيتم من خلال إدماج المكفوفين في عملية الإنتاج بعد تدريبهم وتقديم الخبرات اللازمة ليتمكنوا من إنتاج مخرجات بصرية (أعمال فنية) تجارية يمكن شراؤها، لافتة إلى أنها مخرجات متنوعة تنقسم إلى نوعين الأول فني، والثاني أدبي فني.

وتأمل أن يقودها هذا المشروع لعمل معرض فني للأعمال النحتية التي يصممها المكفوفون، إضافة إلى السعي ليكون لبعض المكفوفين مصادر دخل مستقلة من خلال عملية الإنتاج.

المصدر / فلسطين أون لاين