فلسطين أون لاين

تقرير شباب الداخل المحتل.. جيلٌ صاعد نسفَ رهان "بن غوريون"

...
صورة أرشيفية
الناصرة-غزة/ يحيى اليعقوبي:

"الكبار يموتون.. والصغار ينسون".. مقولة أطلقها أول رئيس حكومة إسرائيلية دافيد بن غوريون، وراهن من خلالها على نسيان الصغار من أبناء فلسطين الذين بقوا في الداخل المحتل عام 1948، لقضيتهم بعد موت آبائهم وأجدادهم، لكن الواقع على الأرض يُظهر تمسك الجيل الشاب بقضيته وانتمائه لهويته الفلسطينية.

على مدار أكثر من سبعة عقود، استخدم الاحتلال كل وسائل التدجين والإغراءات وأسرلة التعليم لإنشاء جيل ينشغل بالحياة اليومية وينسى فلسطين، لكن الواقع على الأرض، وفعاليات إحياء يوم الأرض التي توافق 30 مارس/ آذار من كل عام، ويشارك فيها الآلاف من الداخل المحتل تؤكد فشله في إبعاد الفلسطيني عن أرضه.

فلا يزال أبناء الشعب الفلسطيني يحيون الذكرى الـ22 لهبة القدس والأقصى التي اندلعت في الداخل المحتل رفضًا لتدنيس الرئيس الأسبق لحكومة الاحتلال أريئيل شارون المسجد الأقصى، واستشهد فيها 13 فلسطينيًّا في الأراضي المحتلة عام 1948.

في أم الفحم، شارك أكثر من 700 فلسطيني، غالبيتهم من الشباب وطلاب المدارس، في الأمسية التي نظمها الحراك الفحماوي الموحد وبلدية أم الفحم، الأحد الماضي، لإحياء الذكرى الـ22 لهبة القدس والأقصى.

في تلك الفعاليات يرسخ فلسطينيو الداخل المحتل عقيدة الانتماء لهويتهم الفلسطينية ويورثونها لأبنائهم، وهي إحدى الوسائل في التعبير عن الانتماء والتمسك بالثوابت والأرض.

التمسك بالأرض

وفي 29 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، يستعد أهالي الداخل المحتل لإحياء ذكرى مذبحة كفر قاسم التي ارتكبها جيش الاحتلال عام 1956 ضد الفلسطينيين العزّل في القرية، ما أدى لاستشهاد 49 منهم، بينهم 23 طفلا.

وقال مدير مكتبة بالمركز الجماهيري في كفر قاسم جمال عيسى: إن أطفالًا ونساءً وشبابًا وشيوخًا سيشاركون في إحياء الذكرى، لنؤكد أننا مع مرور 66 عامًا على المجزرة فإننا ما زلنا على عهد الشهداء، نزرع في الجيل الشاب أننا أصحاب الأرض التي لا يمكن المساومة عليها.

وأكد عيسى لصحيفة "فلسطين" أن الإنسان الفلسطيني العربي في الداخل المحتل سيبقى متمسكًا بتراثه وفلسطينيته، ولن يتنازل عن ثوابته، رغم كل محاولات الاحتلال والإغراءات التي يقدمها لإبعاد هذا الجيل عن قضيته.

وأضاف أن تمسك الجيل الشاب بقضيته ليس شيئًا جديدًا أو غريبًا، مؤكدًا أن ثباته على القيم والمبادئ في الداخل المحتل أكبر نضال، لكونه يعيش داخل دولة الاحتلال العنصرية.

سيف القدس

وفي مايو/ أيار 2021، كانت مدن الداخل المحتل على موعد مع "هبة الكرامة" بالتزامن مع معركة "سيف القدس" التي اندلعت إسنادًا لأهالي القدس المحتلة وحماية للمسجد الأقصى، وحينها كان لشباب اللد دور كبير في التصدي لاعتداءات شنتها جماعات كبيرة من المستوطنين على المدينة التي يشكل الفلسطينيون فيها 35%، بمعدل 33 ألف نسمة.

عضو بلدية اللد والمتحدث باسم اللجنة الشعبية فيها محمد أبو شريقي، يؤكد وجود وعي كبير لدى الجيل الشاب خاصة بعد أحداث "هبة الكرامة"، وبعد أحداث أكتوبر/ تشرين الأول 2000، وباتوا يشاركون في كل الفعاليات سواء في التصدي لهدم المنازل، وفي التظاهرات، ويتفاعلون مع الأحداث في الأقصى والضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي أغسطس/ آب الماضي، على حين كان الاحتلال يشن عدوانًا على قطاع غزة استمر ثلاثة أيام، شهدت مدن الداخل المحتل مظاهرات عديدة تضامنًا مع القطاع، وخلال كل الحروب الإسرائيلية، تفاعل أهل الداخل معها، إضافة إلى دورهم في الرباط بالمسجد الأقصى وحمايته من اقتحامات المستوطنين والخطط الاستيطانية التهويدية.

يقول أبو شريقي لـ"فلسطين": "هناك حراك شبابي في الداخل المحتل، ولا سيَّما بالمدن الساحلية والمثلث والجليل والنقب، ونرى أن هذا الجيل يهب لنصرة الأقصى والأرض، وهذا الجيل واعٍ بما فيه الكفاية، ويبعث برسائل للاحتلال الذي يريد الاستيلاء على الأرض أن الأقصى خط أحمر، وأن الجيل ينتمى للأقصى".

وأردف: "نحن نعتمد ونعول كثيرًا على هذا الجيل، فمنه قيادات تقود المرحلة والتظاهرات للمحافظة على الأماكن المقدسة"، مدللًا على دورهم المتصاعد بنفير هؤلاء الشباب دفاعًا عن الأقصى والتصدي لاعتداءات المستوطنين على منازل الفلسطينيين في اللد خلال معركة "سيف القدس"، وتقديمهم خلال تلك الاحتجاجات الشهيد موسى حسونة، و300 شاب معتقل من اللد خلال أسبوع واحد.