المجد لأهلنا المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك وفي بيت المقدس، الذين يضربون أروع الأمثلة في الشجاعة والإقدام والتضحية، وهم يتصدون لأقذر وأشرس هجمة صهيونية، على امتداد الأيام الماضية.
المجد لهم.. وقد هبوا من كل فلسطين الجريحة؛ من الجليل والخليل، من المثلث والناصرة وأم الفحم، من عكا وحيفا ويافا واللد، من غزة والنقب والمسافر والأغوار، من جبل النار وجنين القسام، من بيت لحم، من كل فج عميق؛ من قرى وضواحي قدس الأقداس، ومن كل المخيمات القابضة على جمرة الثورة والعودة.. هبوا لحماية بيت الله، والذود عنه. هبوا بصدورهم العارية، وقبضاتهم الحديدية التي تفل الفولاذ.
المجد لأهلنا الذين قضوا الأيام السالفة في صدامات متواصلة مع العدو، وقد سدوا أبواب الحرم، وكل الشوارع المؤدية لبيت الله، ليمنعوا الغربان من دخول المسجد وتدنيسه.
المجد للقدس.. عاصمة المدن.. أم العواصم.. زهرة المدائن.. قدس الأقداس.. مسرى النبي ومعراجه إلى السماوات العلى، وقد أثبتت على مدى تاريخها الطويل، المخضب بدماء الشهداء، وفي كل مواجهة، وفي كل معركة ومعترك، أن للأقصى ربا يحميه. وها هم أعداء الله، وأعداء القدس، يرجعون خائبين، وقد فشلوا في كسر إرادة المرابطين والمرابطات.
صيحات الله أكبر.. الله أكبر.. هزمت العدو وهي تجلجل في أروقة المسجد وفي ساحاته، وتدق أبوابه. يرددها أهلنا المرابطون الذين احتشدوا لصد النازيين الجدد؛ لصد وحوش بني صهيون الضارية، وكان لهم ما أرادوا.
إن من رأى وشاهد على شاشات الفضائيات أهلنا؛ شباب فلسطين وهم يتصدون كالأسود لجنود العدو، ويغلقون أبواب المسجد والطرقات أمام رعاع المستوطنين، لا يخافون، ولا يرتعدون من شرطة مدججة بأحدث الأسلحة، وأقذر أصناف الكراهية احترفت القتل، من يشاهد كل هذا وأكثر منه، يثق بأن الله معهم؛ مع شعبنا المدافع عن بيته.. عن أقصاه.. ولن يخذلهم أبدا.
لقد ولى جمع الصهاينة الدبر، كما ولى جمع بني النظير وقينقاع وبني قريظة الدبر، قبل أكثر من ألف وأربعمئة عام: «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله» صدق الله العظيم.
سيسجل التاريخ المجيد أن أهلنا المؤمنين المرابطين، المزروعين في أرض الزيتون والزعتر، هم من حمى الأقصى قبلة المسلمين الأولى، ولم يرهبهم إرهاب العدو الذي وصل إلى الشجر والحجر والمقدسات.
سيسجل التاريخ أن شعب الجبارين، هو من أنقذ الأقصى وقبلة المسلمين الأولى، من كيد اليهود، ولم يفت في عضده تخلي أمة المليار ونصف المليار عنه.
لقد أثبتت المرابطات أنهن فعلا حفيدات الخنساء وخولة وذات النطاقين، وقد تسلحن بإرادة الله، وحب رسوله، فحفظهن الله، ونصرهن، وحفظ الأقصى شوكة في عيون بني صهيون؛ أعداء الله ورسوله، قتلة الأنبياء.
نرفع رؤوسنا عاليا حتى تلامس السماء عزا وفخارا، بأهلنا المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وقد بشرهم رسولنا عليه السلام بأن شهيدهم بسبعين شهيدا.
نرفع رؤوسنا عاليا وهم يصدون الهجمة وراء الهجمة ويتسابقون لنيل الشهادة على أبواب وأعتاب الأقصى، مرددين «المنية ولا الدنية»، فنصرهم الله كما نصر نبيهم عليه السلام وصحابته في بدر وحُنين.
نعم، للأقصى رب يحميه، وشعب يفديه.
ولا نامت أعين الجبناء