فلسطين أون لاين

غانتس: الحلّ شيء آخر

في الأول من نوفمبر القادم تكون الانتخابات البرلمانية في دولة الاحتلال. في الأيام القليلة المتبقية ليوم الانتخابات يحرص قادة الأحزاب الكبيرة على لقاء وسائل الإعلام لشرح رؤيتهم السياسية من القضايا التي تهم الناخب، وتتعلق بالدولة داخليًّا وخارجيًّا.

يمكن لكل فلسطيني مهتم أن يتابع تصريحات قادة الأحزاب مثل (نتنياهو، ولبيد، وغانتس) ليقف على سياساتهم. في هذا المقال نتعرف على رؤية بني غانتس وزير الدفاع الحالي، من خلال تصريحاته الأخيرة قبل أيام. يقول في لقائه بعدد من وسائل الإعلام:

١-لن أجلس في حكومة مع نتنياهو مطلقًا. نتنياهو ألحق ضررًا شديدًا (بإسرائيل).

٢- أنا مع حكومة وحدة بقيادتي، أو جولات انتخابية لا حصر لها.

٣- حكومتي لن تتضمن القائمة المشتركة، وجماعة منصور عباس، شريك محتمل لأنه اعترف بيهودية الدولة.

٤- لا يمكن التوصل إلى تسوية دائمة مع الفلسطينيين في المستقبل القريب. لكن يجب أن نسعى لتقليص الصراع، والحفاظ على الأمن.

٥- وفي رده على سؤال ما إن كانت إقامة دولة فلسطينية هو الطريق الصحيح (لإسرائيل) مثلما قال لابيد ؟ قال: لا . لا. نعم هذا هو حلم الجميع،  لكن ما هو المتاح من الناحية العملية؟ أنا لا أنشغل بالأحلام، بل بما يمكن إنجازه. وحين كررت المذيعة السؤال بطريقة أخرى قال غاضبا: يجب تنظيم العلاقات مع الفلسطينيين، عليك أن تفهمي ذلك. قالت إذن الحلم لديك ليس دولتين بل أمر آخر؟!

لقد اخترت غانتس لأنه كان الشريك الوحيد في حكومة بينيت ثم لبيد الذي يلتقي محمود عباس، هذا الذي يلتقي عباس يرفض مجرد إيراد تصريح على لسانه بأنه يؤيد حلّ الدولتين، كما صرح بذلك لبيد في الأمم المتحدة. غانتس يبحث عن حلّ آخر لا هو دولة واحدة لشعبين، ولا دولتين لشعبين، وإنما شيء آخر لم يسمه، ولكنه بالتحليل حكم ذاتي موسع، يحفظ الأمن (لإسرائيل)، وينظم العلاقة مع الفلسطينيين.

ويجدر أن يلفت نظرك تصريحه: إن حلّ الدولتين هو حلم، ولكن الواقع عمليًّا لا يسمح به؟! وهو كسياسي لا يشغل نفسه في الأحلام، بينما محمود عباس يغرق في الأحلام لأذنيه؟!

ما يعمل له غانتس هو تخفيف الصراع، لا إزالة الاحتلال البتة، ومحمود عباس يمكن أن يكون شريكًا محتملًا إذا وقف موقف منصور عباس واعترف بيهودية دولة (إسرائيل). غانتس يتبنى سياسة واضحة: الحل شيء آخر غير حلّ الدولتين أو الدولة. الشريك من يعترف بيهودية الدولة. نتنياهو أضر بإسرائيل ضررًا شديدا؟! وهو يقصد بالضرر ربما معاندته للبيت الأبيض.