فلسطين أون لاين

يجب عدم التساهل بمواجهة الخطر التهويدي

"علماء الأمة": نحن على أبواب معركة حقيقية لتثبيت سيادة المسلمين على "الأقصى"

...

أعلن ملتقى علماء الأمة أنه يتابع باهتمام بالغ موجات التهويد المتلاحقة التي تتعرض لها القدس، وخاصة ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك.

وقال الملتقى في بيانه الختامي، إن موجة الاقتحام الجديدة تأتي في ظل تخاذل عربي وإسلامي رسمي وشعبي بل يمكن القول في ظل تواطؤ كثير منها، مما جرأ الاحتلال على السماح للمنظمات الصهيونية التي تعنى بإقامة الهيكل المزعوم مكان الأقصى المبارك بزيادة عدد المقتحمين وبتوسيع وتنوع شكل الاقتحام والسماح لهم بما يسمى السجود الملحمي، وقد يتطور للسماح لهم بنفخ البوق.

وتابع "نحن على أبواب معركة حقيقية لتثبيت سيادة المسلمين على المسجد الأقصى المبارك، فإنه يجب علينا عدم التساهل في مواجهة هذا الخطر التهويدي الجديد الذي يتزامن مع أعياد اليهود الدينية بما يسمى "رأس السنة العبرية" يومي 26 و 27 سبتمبر ويتبعه بأيام قليلة ما يسمى "بعيد الغفران" في 5 و 6 أكتوبر انتهاء بما يسمى "عيد العرش" الذي يمتد ثمانية أيام ما 10 إلى 17 أكتوبر، وستكون ذروة العدوان حسب ما دعت جماعات الهيكل المتطرفة يوم الثلاثاء 11 أكتوبر.

وباركت المؤسسات المشاركة في الملتقى وعددها 45 مؤسسة، جهود أهلنا في القدس المحتلة التي ما فتئت ترابط وتجاهد نيابة عن الأمة بأسرها للحفاظ على مقدسات المسلمين في القدس ودعمها بكل ممكن، ودعوتهم للحشد والرباط المكثف في المسجد الأقصى المبارك لتفويت الفرصة على المقتحمين والحيلولة دون تغيير أي شيء على أرض الواقع يصب في مصلحة الاحتلال مهما كان صغيرا في الظاهر، ونحن على يقين أن من انتصر في معركة البوابات الإلكترونية، وفي معركة باب الرحمة والأسباط وسيف القدس، قادر على تسجيل انتصارات جديدة بإذن الله تعالى، ونؤكد لهم أن الأمة معكم، والله معكم، ولن يَتِركم أعمالكم وجهادكم وثباتكم. 

ودعت أهلنا في مناطق 48 للتحرك المكثف وشد الرحال للرباط في المسجد الأقصى في هذه الأيام الصعبة، ودعوة أهلنا في عموم فلسطين لضرورة التحرك بما يستطيعون من جهد للوصول إلى المسجد الأقصى، وبتخفيف العبء على المقدسيين بمشاغلة المحتلين والاشتباك معهم أينما تواجدوا ليعلم المحتل أن المسجد الأقصى خط أحمر وأن الدفاع عنه واجب عيني على كل مسلم قادر وأن أرواحنا وأموالنا وأوقاتنا فداء له. 

ووجهت الدعوة إلى  العلماء في كل مكان –مؤسسات وشخصيات- إلى قيادة التحرك الجماهيري في بلدانهم لمطالبة حكوماتهم بالتحرك السياسي والديبلوماسي الفوري لصد هذه المخاطر بشتى السبل الممكنة، ودعوتهم إلى نبذ كل علاقة قائمة أو محتملة مع هذا العدو الغاصب الذي يهدد مقدساتنا، وتجريم التطبيع معه. ولتكن خطب الجمعة الثلاث القادمة (خطبة للقدس) لتكون محركا لجماهير الأمة لممارسة واجبهم في النصرة والدعم أينما وجدوا. 

ودعت أيضاً المؤسسات العلمائية لتبني وتفعيل مشروع (دينار الأقصى) بحيث تساهم كل مؤسسة بمبلغ شهري ثابت عن كل عضو فيها لتأسيس صندوق القدس والأقصى لينفق منه على مشاريع الصمود والمرابطة وتفويت مشاريع التهويد التي تهدد مقدساتنا. 

ووجه الملتقى الدعوة إلى وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي لعقد مؤتمر عاجل لدعم القدس والأقصى وبيان مخاطر التهويد على مقدسات المسلمين، يدعوا له علماء الأمة للخروج بخطط عمل عاجلة ومستدامة، فواجب الوقت الآن الدفاع عن المسجد الأقصى وتفويت خطر تهويده وتقسيمه.

ووجه الملتقى الدعوة أيضا للأحزاب والمنظمات السياسية العربية والإسلامية لجعل القدس على رأس أولويات خططهم، ودعوة أحرار العالم للوقوف مع هذه القضية العادلة وعدم الاصطفاف مع الطرف المحتل، و الشعوب المسلمة في كل مكان من بلاد المسلمين لأخذ دورهم في الدفاع عن الأقصى من خلال الخروج في مسيرات منظمة، والتظاهر أمام سفارات الصهاينة في البلاد التي توجد فيها، والضغط على الحكام للوقوف أمام مسؤولياتهم وتشكيل دور ضاغط في المجتمع الدولي لإيقاف هذه الجرائم الصهيونية ووضع حد لها.

وأكد العلماء أمام المخاطر المحدقة بالأقصى على مجموعة من الثوابت المتعلقة بالأقصى والتي لا يجوز تجاوزها بحال من الأحوال، بأن المسجد الأقصى من الناحية الشرعية هو كل ما دار عليه السور، وأن قدسيته واحدةٌ لا تتجزأ، وهو أحد أقدس مساجد الأمة الثلاثة، وأنه بكامل مساحته المذكورة "إسلامي خالص" لا يقبل القسمة ولا المشاركة، وأن إدارته وصيانته وإعماره بما في ذلك أسواره الخارجية يجب أن تبقى لجهة إسلامية حرة الإرادة، هي اليوم الأوقاف الإسلامية في القدس.

واعتبر العلماء أن أداء الطقوس غير الإسلامية فيه هو عدوان وجودي يستحق أن يواجه بكل أشكال المقاومة الممكنة، وأن هذه المقاومة جهاد في سبيل الله، وليس لأتباع أي دين من "حق" مفروض في زيارة المسجد الأقصى أو دخوله عنوة، أو ممارسة أي طقوس دينية فيه,

وشدد بيان علماء الأمة على أن دخول أي مسلم إلى الأقصى من بوابة اتفاق "أبراهام" سيء الذكر، الذي ينص على حصر القدسية الإسلامية في المسجد القبلي وقبة الصخرة، ويعد ساحات الأقصى مساحات مشتركة بين مختلف الأديان؛ هي عدوانٌ على الأقصى يستدعي الرد والمنع؛ بدءًا بالنصيحة والموعظة الحسنة، وانتهاء بالمنع بالقوة، وإننا ندعو إخواننا وأهلنا في شعوب الدول التي حالفت أنظمتها المحتل من بوابة اتفاق "أبراهام" أن يقاطعوا زيارة الأقصى مهما كانت مسوغاتها، لأن زيارتهم له تحت سقف الاتفاق تغيير لهوية المسجد وضربٌ لثوابت الأمة الإسلامية.

وأوجب البيان دعم المرابطين والمجاهدين بأدوات فاعلة ومباشرة، ماديا ومعنويا مما يمكنهم من القيام بواجبهم والثبات على أرض بيت المقدس والدفاع عن المسجد الأقصى.

المصدر / فلسطين أون لاين