يعكس اعتداء طلبة الشبيبة الفتحاوية على أعضاء الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة حماس في جامعة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، حجم الاستهداف الذي يتعرض له طلبة الكتلة في أكثر من جامعة ليس من طلبة الشبيبة فحسب بل على يد عناصر السلطة أيضًا.
ويتزامن مع ذلك أحيانًا اعتقالات تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي وتطال عناصر الكتلة حتى في أثناء وجودهم داخل الحرم الجامعي.
وأورد منسق الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل براء غزال، تفاصيل الاعتداء الذي طال طلبة ينتمون للكتلة، أول من أمس.
وبيَّن غزال لصحيفة "فلسطين"، أنه في أثناء تواجد طلبة من الكتلة في مبنى العلوم داخل حرم الجامعة جاء عناصر من الشبيبة الفتحاوية واعتدوا عليهم.
وعندما تدخّل أمن الجامعة لفض الخلاف، واجتمع بالطرفيْن ونجح في إنهائه داخل الجامعة، بعد أن غادروا حرمها، فوجئوا بالاعتداء عليهم وهم داخل مركبة من عناصر آخرين تابعين للشبيبة أمام الجامعة وقام أحدهم برش الغاز عليهم، بحسب غزال.
وعندها ترجّل عناصر الكتلة من المركبة للدفاع عن أنفسهم، وتفاجأوا بوجود بأكثر من 70 شخص من خارج الجامعة بانتظارهم محملين بأسلحة بيضاء.
ولم يمضِ وقت طويل حتى جاءت قوة مسلحة من أجهزة السلطة تضم (الوقائي والمخابرات والشرطة)، وملأوا أرجاء الجامعة.
وذكر أن الكتلة الإسلامية توجهت إلى إدارة الجامعة وأوضحت لها ما تعرض له عناصرها داخل الجامعة وخارجها، وأن الكتلة تنتظر رد الإدارة وقراراتها.
وأشار غزال إلى حالة من الاستهداف المباشر والمتعمد لطلبة الكتلة في جامعة الخليل وغيرها من جامعات الضفة.
الموقف الموحد
وقال منسق القطب الطلابي في جامعة بيرزيت محمد الخطيب: إن السلطة تحاول بالقوة من خلال أجهزتها وحركة الشبيبة الطلابية السيطرة على الجامعات في الضفة الغربية.
وبيَّن الخطيب لصحيفة "فلسطين": أن الشبيبة الطلابية تفتعل العديد من المشاكل مع الأطر الطلابية الأخرى في جامعات مختلفة.
وعدَّ أن مواجهة هذه الإشكالية يتمثل بوحدة الكتل الطلابية في موقف واضح وصريح ضد سلوك الشبيبة وأمن السلطة "الإجرامي" بحق الطلبة.
وتابع: الحالة في الضفة الغربية ليست طبيعية، بدلالة انتماء الشبيبة الطلابية للأجهزة الأمنية، وهي تأخذ أموالًا من السلطة ومجبرة على تنفيذ ما يطلب منها.
وتتعدد الإشكاليات في جامعات الضفة، فما بين اعتداءات الشبيبة والأجهزة الأمنية، ينفذ جيش الاحتلال العديد من الانتهاكات التي تصل إلى إطلاق النار داخل الجامعة، وممارسة الاعتقالات أيضًا، وعادة ما تطال هذه الانتهاكات عناصر من الكتلة الإسلامية.
أسلوب متكرر
وقالت الكاتبة السياسية لمى خاطر: إن استهداف عناصر الشبيبة للحركة الطلابية أسلوب متكرر تشهده جامعات الضفة، ويحدث ذلك بعلم أجهزة أمن السلطة التي تتحكم بجامعات الضفة.
وأضاف خاطر لـ"فلسطين": العديد من المشاكل الجامعية سببها الأجهزة الأمنية، والدليل على ذلك أن هذه المشاكل يتم تضخيمها لتحقيق أهداف سياسية.
وتابعت: الهدف من هذه الأزمات والأحداث تشويه الكتلة الإسلامية وتخويف الطلبة من الاقتراب منها، ومحاولة تحييدها وإبعادها عن العمل الطلابي النقابي، بدلالة أن معظم هذه المشاكل تحدث عقب أنشطة طلابية خاصة بالكتلة الإسلامية في مختلف الجامعات.